طرابلس ــ الأخبار
هل شرع «تيار المستقبل» في تنفيذ خطته القاضية بسعيه الى الإمساك بالمفاصل الرئيسية للمؤسسات الرسمية في الدولة، عبر إقراره مجموعة تعيينات طالت مدراء المؤسسات والثانويات الرسمية في الشمال، في إجراء كان التيار يأخذ فيه على الآخرين اتباعه خلال العهود السابقة؟ وهل يُعَد ذلك دليلاً على نيّة «التيار» الامتداد نحو الإدارات والمؤسسات الأخرى، في خطوات لاحقة خلال الأيام المقبلة؟
هذه الأسئلة وغيرها طرحت بقوة بعد القرار الذي اتخذه وزير التربية خالد قباني، والذي قضى بإقالة مديرة ثانوية طرابلس الرسمية للبنات فاديا إزمرلي الصوفي من منصبها، وتعيين الناظرة العامة في الثانوية أميرة شعراني مديرة بالتكليف مكانها، في خطوة أثارت أكثر من علامة استفهام حول مبرراتها، إضافة إلى الاستياء الذي خلفه هذا القرار داخل الثانوية، وفي الأوساط التربوية في الشمال.
وقد انعكس هذا الإجراء أزمة كبيرة داخل اروقة الثانوية، تمثلت في اعتصام الطالبات في باحة الملعب الداخلي وتردادهنّ هتافات: «بدنا المديرة... بدنا المديرة»، و«قومي طلعي يا اميرة، بدنا فاديا مديرة»، في خطوة فاجأت عدداً من الأساتذة.
وأوضحت أوساط داخل الثانوية أن «حزازات وخلافات عديدة نشبت أخيراً في الثانوية بين الصوفي وبعض المعلمات المحسوبات على «تيار المستقبل»، إحداهن مقربة من أحد نواب طرابلس الحاليين، حول بعض القرارات الداخلية في الثانوية، وتوزيع الصفوف، وأمور تنسيقية أخرى».
ولفتت هذه الأوساط إلى أن «شكوى قُدمت أخيراً إلى وزارة التربية ضدّ الصوفي، مترافقة بتأييد ودعم سياسيين، الأمر الذي فُسر من خلال اقالة الصوفي وتعيين مديرة جديدة مكانها بسرعة لافتة، من غير أن تتضح اسباب هذا الإجراء المستجد، مع الاشارة الى ان المديرة الجديدة المُعينة كانت قد قدمت استقالتها منذ فترة، وكانت تنتظر البتّ فيها، وقد عُيِّنت في المنصب الجديد من دون علمها مسبقاً بالأمر».
وإذ اشارت هذه الاوساط الى أن «شائعات عدة بدأت تنتشر في الثانوية عن ان المديرة الجديدة ستكون موالية لـ«تيار المستقبل»، وأوضحت ان «الانقسام الموجود داخل الثانوية هو انقسام كبير، يعود لاسباب سياسية بالدرجة الاولى، فضلاً عن بعض التباين حول عدد من الامور الادارية؛ الا ان هذا الانقسام تزايد بشكل لافت اثر انتخابات رابطة اساتذة التعليم الثانوي أخيراً، التي أدت إلى فوز لائحة المعارضة بغالبية المقاعد فيها، ما يفسر هذه الخطوة على انها قد تكون تعويضاً جزئياً أو آنياً، عن الخسارة التي مني بها «تيار المستقبل» وحلفاؤه في تلك الانتخابات».