البقاع _ رامي بليبل
الحريري: اصعدوا الى أعلى حصان عندكم فالمحكمة آتية

لم يمر الاحتفال الذي أقامه تيار «المستقبل» في بلدة عرسال البقاعية دعماً للحكومة بسلام، اذ ما إن انتهى المهرجان الذي أكد فيه رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري «ان المحكمة لن تسقط مهما حاولوا ان يتآمروا»، حتى اندلعت اشتباكات بالعصي والحجارة والسلاح الحي في بلدات اللبوة والعين والنبي عثمان، بين أهالي هذه القرى والمشاركين في الاحتفال، سقط فيها عشرات الجرحى بإصابات طفيفة وحطمت فيها سيارات وفانات.
وفي التفاصيل ان العائدين من الاحتفال بثوا عبر مكبرات الصوت لدى توجههم الى قراهم عبارات نابية وإهانات في حق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أثناء مرورهم في بلدتي النبي عثمان واللبوة، الأمر الذي أثار حفيظة الأهالي الذين طاردوا الفانات وحطموا بعضها. وأطلق بعض المشاركين في الاحتفال النار فأصيب شرطي في اللبوة. كما نقل رجل في الخمسين من العمر الى المستشفى بعدما صدمه أحد الفانات.
وسرعان ما امتد التوتر الى بلدة العين ذات التركيبة السكانية الطائفية المختلطة، حيث أقدم بعض أنصار «المستقبل» على قطع الطريق. وعلى الفور أجريت اتصالات مكثفة واستقدمت قوات من الجيش عملت، بالتعاون مع عناصر من «حزب الله» على فتح الطرق وتفريق المشتبكين.
وكان الحريري قد وجّه كلمة عبر الهاتف جاء فيها: «تجتمعون لدعم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، حكومة كل لبنان. تضمون صوتكم الى اصوات اللبنانيين في كل المناطق، لتقولوا لكل العالم إن لبنان لن يسقط في ايدي نظام المخابرات من جديد، وإن البقاع لن يعود الى عهد الوصاية والتسلط. إنهم يريدون للبقاع أن يبقى رهينة لريف دمشق، ويريدون لعرسال أن تسلّم قرارها لأولئك الذين اهانوا الناس، ووضعوا الحواجز بين كل اللبنانيين». أضاف: «هذه المؤامرة لن تمر، والبقاع سيبقى عربي الهوية والولاء والانتماء. ولن تقوى على هذه الهوية مخططات الوصاية والأحلاف الخارجية. أدعوكم الى وحدة الموقف ورص الصفوف ووأد الفتنة. إن لبنان يخوض معركة الدفاع عن قراره المستقل. وأنتم في الخطوط الامامية لهذه المعركة. القرار المستقل هو الذي يحمي الشرعية والدستور. القرار المستقل هو المحكمة الدولية، والمحكمة لن تسقط مهما حاولوا ان يماطلوا او يتآمروا او يؤجّلوا او يعطلوا الدستور. نقول لهم: المحكمة آتية».
وختم: «نحن نريد الحوار، وهناك من ينادي بالتصعيد. نقول لهم صعّدوا ما شئتم، واصعدوا الى أعلى حصان عندكم، فالمحكمة آتية آتية آتية».
وألقى نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي دريد ياغي كلمة قال فيها: «ان الحكومة تحوز الاكثرية النيابية والشعبية وتؤيدها جامعة الدول العربية ودول العالم والامم المتحدة ومجلس الامن والمسلمون والمسيحيون وأحزاب اليسار واليمين، لأنها حكومة الاستقلال الثاني». وأضاف: «اعلموا ان اية انتخابات لن يكون فيها بعد الآن مناطق او جزر امنية محرمة على الدولة، ولن تكون فيها بطاقات انتخابية مزورة وملايين الدولارات الاميركية، بل سيكون قانوناً عصرياً وعادلاً».
وتحدث عضو كتلة تيار «المستقبل» النائب جمال الجراح معتبراً انه «عندما استشهد الرئيس الحريري ظنوا أن العروبة سقطت لتستبدل بإيران وسوريا، أنتم اليوم الحصن المنيع في وجه الانقلابيين، ولن تكونوا الا السد المنيع في وجه الانقلاب على الرئيس السنيورة».
(وطنية)