غسان سعود
العيد نفسه، وكذلك الناس والويسكي والشامبانيا والأقنعة الصغيرة والبالونات... وحب الحياة. في ساحة الشهداء، يحبون الحياة من دون السنيورة. وفي «البيال»، يحبون الحياة لكن «من دون نصف اللبنانيين الذين يكرهون الحياة»

في الهواء الطلق، سيجتمع قسم من اللبنانيين، على بعد أمتار قليلة من الساحتين، في مركز بيروت الدولي للمعارض والترفيه «بيال». وعنوان لقائهم سيكون «أنا أحب الحياة». وبعيداً من الحكم المسبق بأن «الذين يحبون الحياة» هم مؤيدو 14 آذار، يتضح أن الناشطة الاجتماعية أسمى أندراوس التي كانت تقف وراء عدة نشاطات شبابية، آخرها «أمام 05»، تقف أيضاً، مع الهيئات الاقتصادية وقسم من المجتمع المدني، خلف حملة «أنا أحب الحياةتكشف أسمى أن كل شيء في الحياة سياسي، لكن هذا لا يعني أن الحملة الجديدة تقوم من ضمن روزنامة سياسية لأحد طرفي النزاع الحالي. وبحماسة شديدة، تقول أندراوس: «يحق للبناني أن يعيش»، مختصرة بذلك كلاماً كثيراً ومشاعر مفعمة بالغضب من الاغتيالات السياسية وعدم توافر فرص حياة حرة للمواطنين. وبشيءٍ من السخرية، تؤكد أسمى أن اللبنانيين سيعلنون للعالم ليلة رأس السنة، أنهم يحبون الحياة، ويرفضون الموت.
الموعد عند الثامنة مساء، open drink & sandwiches والمغنّون كثر يتقدّمهم شربل روحانا، روني برّاك، نوال الزغبي، إلهام المدفعي، يوري مرقدي، وإيهاب توفيق وخوسي فرنانديز إضافة إلى فرقة أفريقية جنوبية تُدعى «ماكاميللا». ويقول القيمون على الحملة التي انتشرت في مختلف المناطق اللبنانية إنهم يتكلمون من منطلق أن مجموعة فاعلة يُمكن أن تحدث تغييراً. وهم يرفضون أن يبقوا محصورين في الماضي، أو أن يبقوا مأسورين في الحوار السياسي الحالي والنزاع الأعمى. وثمة مواطنون كثر مهمّشون يمتنعون عن المشاركة في النظام السياسي التقليدي، والأنظمة التابعة له. ومن هذه جميعها تصل حملة «أنا أحب الحياة» للقول إنهم يهدفون إلى تقديم فرصة جديدة للمواطنين الفاعلين لكي يبقوا في وطنهم. وينتهي أهل «حب الحياة» بالسؤال: «هل سيكون مستقبلنا ضحية للاستخفاف واللامبالاة؟ أم يجب على المشاركة الشعبية المحلية الواسعة أن تحدد مصيرنا؟».
إذاً، المشهد ليلة رأس السنة لن يكون في المنتجعات السياحية كما درجت العادة، بل في وسط المدينة ووسط «أنا أحب الحياة» المتهمة بأنها وجه من وجوه الفريق الحاكم. لكن بعيداً من الوسطين، ثمة لبنانيون كثر سيبقون في المنزل، يرحّبون بالعيد بهدوء وينتظرون العيد الذي يليه لينعموا بهدوء سياسي إضافي، على أمل انتهاء «الأمور الكثيرة التي تعرقل حياتهم». بشيء من الحزن، تبتسم سارة وتقول «كلنا بدنا نعيش، مع أقل متطلبات العيش الكريم». هكذا، بحزن يودع كثيرون السنة، لا للأمور الجميلة التي حملتها بل قلقاً من سنة لا يُعرف ما الذي تخبئه. وحال كثيرين ليلة العيد: «تنذكر أمثولة.. وتنعاد بلا السنيورة والساحتين».