باريس ــ بسّام الطيارةترك مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أجواء لبنان المشحونة وانتقل إلى باريس للمشاركة في دورة «مؤسسة جائزة البابطين للإبداع الشعري»، التي تستمر ثلاثة أيام في مركز الأونيسكو، تحت عنوان «شوقي ولامارتين»، برعاية الرئيس الفرنسي جاك شيراك.
وأبقيت الصحافة بعيدة عن برنامج المفتي في باريس، على عكس ما يحصل مع البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، الذي يستنهض الجسم الصحافي أثناء زياراته العاصمة الفرنسية،
إلا أن ذلك لم يمنع عدداً من أهل الصحافة والفكر من التقرب من المفتي والتحلق حوله لأخذ رأيه في ما «يجري في لبنان»، خلال مأدبة العشاء التي أقامها صاحب الدعوة، الشاعر عبد العزيز البابطين، في فندق ميريديان.
وبحسب من حضروا المأدبة، أعرب قباني عن «قلق عميق حيال الوضع في لبنان»، حيث «يشد كل فريق في اتجاه معاكس للفريق الآخر». ولدى سؤاله عن استقباله رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، أجاب بأن «كثيرين من الزعماء أياديهم ملوثة بالدماء مثل جعجع»، مؤكداً أنه «مستعد لاستقبال أي كان يحضر إلى دار الفتوى، لأن ذلك يدخل ضمن سياسة المصالحة وطي صفحة الماضي».
ونقلت المصادر خشية المفتي من الدور الإيراني في لبنان، مشدداً على «أننا لا نقبل بالتدخل الإيراني»، قبل أن يستطرد قائلاً: «كما لن نقبل بالتدخل الباكستاني إذا حصل...»، نافياً أن تكون دار الإفتاء «قد أصبحت رديفاً لتيار ١٤ آذار».
وعن المقاومة قال قباني: «نحن مع المقاومة. قاومنا منذ عام ١٩٨٢»، مشيراً إلى أنه «بخلاف ما يقوله البعض، فنحن لسنا مع صلح مع إسرائيل. نحن مثلاً ضد مقولة السلام العادل والشامل، إذا كان لا يضمن عودة القدس التي حررها عمر (رضي الله عنه)». وأعرب المفتي عن تشاؤمه الشديد «بسبب الشحن الطائفي والمذهبي»، من دون أن يمنعه هذا من «تمني النجاح لذوي النيات الحسنة».
وعن قضية مفتي عكار، أكد أن الأمر «لا يتجاوز بعض الحساسيات التي سببها موظف في دار الإفتاء من عكار، بعد تعيين مفت بالتكليف». وفسر إرجاء انتخابات المفتي في عكار بـ«طبيعة المنطقة التي يمكن أن تقود إلى مجازر إذا جرت الانتخابات الآن».