صرخة إلى غبطة البطريرك
  • جوزف سعيد فياض

    مجد لبنان أعطي لك ولبنان يناديك. لا تقف مكتوف الايدي ونحن نقترب من الهاوية. نتوجه اليك لأنك الامل في صرخة الموجوعين والخائفين على مصير الوطن والطائفة.
    حقاً نريد سلاحك الروحي ونريد أن نتطلع الى ذخيرة المحبة بك كي يتسنى لنا أن نطلق باسمك مسحة التلاقي والمحبة. نريد تلاقي اقطاب الطائفة الفاعلة تحت جناحي صرحك الكبير الجامع ليس فقط للطائفة بل للبنانيين ولأنطاكية وسائر المشرق. دمعة الوطن تناديك يا غبطة البطريرك، ولا تريدك أن تنعى لنا أو ننعى لك قادتنا اغتيالاً، وليس مستحباً أن نشاهدك مترئساً الصلاة عن نفسهم. لا بل من المستحب والجميل أن نشاهدك أباً مع ابنائه في صلاة الوحدة والعطاء والعمل من اجل لبنان.
    نقول كفى لكل القياديين كي يتخلوا عن المبارزة فيما بينهم والمزايدة في محبة الطائفة. ان اردتم أن تكونوا حقاً زعماء فكونوا كما في قول السيد المسيح والمعلم الأوحد لمعنى التضحية والشهادة «من أراد منكم ان يكون كبيراً فليكن خادماً ومتواضعاً».
    لا تكونوا مطلقي شعارات رنانة وأنتم تكبلون هذا الشعار لمصالحكم. كونوا خداماً للطائفة ولا تجعلوا الطائفة خادمة لمصالحكم الصغيرة. أقول هذا متوجهاً بكلامي لمن سلبت حريته اكثر من احدى عشرة سنة خلوةً وصلاةً وتأملاً، أن ينظر ملياً إلى من مدّ يده إكباراً وغفراناً وفروسية متعالياً عن جراحه كي يشفى جرح الوطن ابتداء بلحمة الطائفة، ومن عاش المنفى منادياً وعاملاً لتحقيق السيادة والحرية والاستقلال من اجل التغيير والاصلاح في لبنان.
    ولقاء الزنزانة في وزارة الدفاع كأنه صور فولكلورية لا معمودية جديدة في جبلة الوطن والطائفة.
    اما من فقد شهيداً في ذكرى الاستقلال وهو حامل شعار الله والوطن والعائلة، فلا يمكن إلا أن نقول إن قوة الله في ابنائه وعون العائلة من الله كي يبقى الحق له ويبقى الوطن دائماً في رعايته. اسمعونا وترجموا مخاوفنا وتحاوروا فيما بينكم. تعالوا على جراحكم ولا تكونوا منغلقين على بعضكم.
    انظارنا إليكم والتاريخ سينصفكم، وزعامتكم نحن اساسها فلا تجعلوا إصغاءكم لثعالب تبغي مصالحها منكم وتنقل صورة مغايرة عن خوفنا عليكم.
    هم يؤججون النيران ونحن نطالبكم بإطفائها. هم يريدون الاقتتال من اجل المكاسب الخسيسة وتسويق المشاريع الخفية. ارجوكم عودوا الى كنف الطائفة متوحدين ومتسامحين كي تطّلوا من خلال بركة الغبطة عليكم الى الوطن بكل اطيافه وطوائفه، من أجل ورشة إعمار وبناء جسور الثقة فيما بيننا. ولنترك النظام والدستور هو الحكم والحاكم بيننا قبل ان نتبرأ منكم ونتأسف عن اعمالكم. منادين مجدداً غبطتكم للدعوة إلى اجتماع عاجل قبل فوات الأوان.
    وليكن الله ملهماً لكم في جمعهم.


    الحجاب

  • المحامي سامر سويد


    لم يجد وزير الثقافة المصري إلا قلّة للدفاع عنه، فشعار لا صوت يعلو على صوت المعركة لا يزال مخيّماً على الأمة، وإن أصبح الإسلام السياسي هو صاحب القضية وهو الذي يحمل السلاح ويقاتل.
    إن عدم تمكن الأمة العربية من جعل الإسلام ذاكرة حضارية، تتكئ عليها، إلى جانب العصر الجاهلي وعصر النهضة يطرح سؤالاً مهمّاً: هل نحن نتطوّر فكرياً؟ فأكثر الأمم حولنا لا تزال تحافظ على القيمة الروحية للدين كخزان حضاري، ولكنها تبتعد عن الممارسات الشكلية له. أوروباً مثلاً، ابتعدت عن ممارسة الطقوس الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية ولكن لا تنكر أن حضارتها الحالية مستمدّة من الخزان المسيحي ــ اليهودي، وأين نحن من الصين واليابان؟ هل يا ترى لا تزال شعوبها تفكر اليوم كما كانت تفكر قبل ألف عام؟
    إن زرع دولة إسرائيل في منطقتنا، أيقظ فينا عصبيات القرن السابع الميلادي، فالعدو الذي جاء باسم الدين، تحاربه اليوم باسم الدين، فلا يتعجبنّ أحد من التأثير السلبي لليقظة الدينية بعد فشل الحقبة القومية فرجعنا شيعة وسنّة ودروز إلخ...
    هل من المعقول أن نبقى لهذه الساعة نتكلم عن الخلاف الأموي ــ العلوي؟
    من حقنا أن نطرح هذا السؤال، ولو كان من نافذة صغيرة، فالأمم لا تتطوّر إلا بالجدل والحوار.