النبطية ــ كامل جابر
كأن نبض الطرق في النبطية، ومنها وإليها، في اتجاه صيدا وصور ومرجعيون، غادر هو الآخر نحو الضاحية الجنوبية للمشاركة في «مهرجان الانتصار»، بعدما انكفأت الوجوه المختلفة التي لم يتسن لها الانطلاق نحو العاصمة، قبل ساعات من بدء المهرجان إلى البيوت لتتسمر أمام شاشات التلفزة، بانتظار «إطلالة السيد» متحدثاً في الجماهير المحتشدة.
في النميرية، التي قتلت فيها الطائرات الاسرائيلية أمّاً وأطفالها الأربعة، جلس عدنان الحركة على شرفة منزل شقيقه في الساحة العامة، محط رحاله بعد دمار منزله وخسارته كل أفراد عائلته، منتظراً بدء المهرجان الذي «يعني لي الكثير، وبسبب ظروف قاهرة لم أستطع الذهاب إليه، هو العنوان الكبير الذي يعنيني أنا والد العائلة الشهيدة، فالانتصار لنا كلنا، على رغم مرارتي، وأنا هنا أسأل العكس: هذا العدو الإسرائيلي الذي وصل إلى بيروت العاصمة خلال ثلاثة أيام عام 1982 واحتلها ليذلها، لو افترضنا أنه لم تكن في مواجهته مقاومة كهذه المقاومة فماذا كان حصل لنا وحلّ بنا؟ اليوم نحن أكثر من أي وقت آخر في حاجة إلى سلاح المقاومة لتوقف هذا العدو الغادر عند حدّه. سُئلتُ بعد مجزرة عائلتي إن كنت ألوم المقاومة، فقلت: الحمد لله أن هناك مقاومة أخذت لي بثأري من عدوّي. كنا دائماً في أعقاب أي عدوان، نضع أيدينا على وجوهنا ونردد: «الله يهدّك يا إسرائيل»، اليوم تبدلت الحال».
ويردف: «لو أن الحرب شريفة، بمعنى الندّ للندّ، لقالت إسرائيل قبل غيرها بوقف إطلاق النار، وقالت المقاومة: لا! بيد أنها ردت على بطولة المقاومة بضرب الخاصرة، بارتكاب المجازر هنا وهناك، انتقمت من الناس، من البيوت والطرق والسيارات، لتوجد شرخاً بين الناس ومقاومتهم، لم تكن في بيتي صورة ولا علم، ولم يكن مركزاً حزبياً، ومع ذلك استهدف العدو عائلتي، لا لشيء إلا لأنه عدو مجرم. كنت أتمنى أن أكون مع عائلتي، لكن هذا قدري وهذا قدر عائلتي، وما يعزيني هو هذا الانتصار الكبير على إسرائيل. لا، الحرب ليست نزيهة، وتمنينا لو استمرت أكثر لنرى هزيمة العدو أكثر».
ويضيف الحاج حسن نور الدين إلى كلام الحركة: «العز والفخر ليس للبنان فقط، بل للأمة العربية، الكل يفخر بما حصل، الثمن غال والعزّ لا يأتي مجاناً، العدو يضرب بطائراته ومدافعه وقنابله الذكية، و«أبو الكلاشينكوف» المقاوم، ثابت في الأرض يتصدى لهذا العدو، ومثل مقاوم كهذا يستحق كل المهرجانات وكل التكريم».