نعمت بدر الدين
يبدو أن التشكيلات الدبلوماسية لا تزال تسير من دون اي عقبات تذكر حتى الان، وتنتظر عودة وزير الخارجية فوزي صلوخ لاستكمالها، اذ ستعتبر انجازاً مهماً له. الا ان بعضهم يبدي قلقاً من ان ينعكس التوتر السياسي السائد حالياً سلباً على سير التشكيلات، على رغم الاحاديث السائدة عن الاجواء التوافقية، اذ يرجح ان تعطل آثار قرار وزير الداخلية احمد فتفت في حق اللواء وفيق جزيني القرارات كلها.
الا ان رغبة الرئيس نبيه بري في انجاز التشكيلات سيكون لها تأثير حاسم. اذ يبدي البعض قلقاً من ان تجميد التشكيلات حالياً وعدم استكمالها خلال شهر رمضان سيجعل من الصعب الاتفاق عليها خصوصاً ان حزب الله وضع على سلم أولوياته تعديل الحكومة، ما قد يرجئ الامور الى أجل غير مسمى.
والجدير ذكره ان تشكيلات السفراء اصبحت اكثر من ضرورة في الوضع الحالي، ويعود ذلك في الدرجة الأولى الى ان هناك حاجة ماسة لملء الشواغر خصوصاً في عدد من المراكز الرئيسية، وأهمها بعثة لبنان لدى الامم المتحدة في نيويورك، والسفارات في لندن والقاهرة وعمان والرياض وغيرها. وتضيف المعلومات ان التوقعات حول الاسماء في التشكيلات لا تواجه اي عقبة في شكل عام باستثناء مخالفة التقليد الذي ارساه الرئيس اميل لحود والذي يقضي بعدم تعيين سفراء من خارج الملاك، اذ يصر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وتيار المستقبل على تعيين ثلاثة سفراء من خارج الملاك بحجة النقص لدى الطائفة السنية.
وبحسب المعلومات الاولية فالاسماء التي اقترحها السنيورة وتيار المستقبل هي: 1 - السفير السابق في واشنطن محمد شطح وهو مستشار حالي لرئيس الوزراء، ويقترح تعيينه سفيراً في القاهرة ولدى جامعة الدول العربية. 2 - نواف سلام ومن المقترح تعيينه مندوباً دائماً لدى الامم المتحدة في نيويورك. 3 - رامز دمشقية ومن المقترح تعيينه سفيراً في المانيا.
وفي المعلومات المتوافرة لـ “الاخبار” في هذا الشأن ان المعركة الكبرى تدور على منصب السفير في واشنطن الذي يتنافس عليه السفيران بطرس عساكر وانطوان شديد، وانه في حال الاستقرار على مبدأ احترام طائفية المراكز يؤول المنصب الى شديد كونه ارذوكسياً كما هي حال السفير الحالي في واشنطن فريد عبود، علماً ان منطق المحاصصة الطائفية المعتمد حتى تاريخه في لبنان يحفظ للطائفة الارذوكسية واحدة من السفارات الاربع المهمة.
المعلومات تضيف ان حظوظ السفير عساكر في الحصول على مركز السفارة في واشنطن ترتبط بنقل السفيرة سيلفي فضل الله من باريس (وهي تحمل الجنسية الفرنسية، وعملت طيلة حياتها في السلك الدبلوماسي في فرنسا فقط).
كما لم تتضح الصورة النهائية للمهمات التي سيتكلف بها السفراء العائدون من الخارج في الادارة المركزية. وفي حين ترجح المصادر تعيين السفير هشام دمشقية وهو حالياً في برلين اميناً عاماً للوزارة يتردد اسما السفيرين وليام حبيب (في اليونان) ليرأس مديرية الشؤون السياسية والقنصلية وجورج سيام (في تركيا) ليشغل مدير المنظمات الدولية.