أطلق بيدرو ألمودوفار، أمس الأربعاء السباق إلى جائزة الأسد الذهبي في افتتاح الدورة الثامنة والسبعين من «مهرجان البندقية السينمائي الدولي»، الزاخرة بأعمال سينما المؤلف وأسماء لامعة في هوليوود، من ريدلي سكوت إلى دوني فيلنوف.ولا شكّ في أنّ ألمودوفار، صاحب أفلام شهيرة مثل «تودو سوبرو مي مادري» و«أبلي كون إيلا»، لم يخيّب آمال محبّيه بفيلمه الجديد Parallel Mothers الذي يروي قصّة امرأتين تنجبان مولوديهما في اليوم عينه.
وتؤدي بينيلوبي كروز في هذا الفيلم دور «جانيس»، وهي مصوّرة أربعينية تحبل من صديق متزوّج هو عالم آثار وعدها بالعثور على رفات والد جدّها الذي فُقد أثره في بداية الحرب الإسبانية الأهلية في مسقط رأسه، ونبشه.
يواجه ألمودوفار، الوجه البارز في النهضة الثقافية الإسبانية الحائز جائزتي «أوسكار» والطامح للفور بالجائزة الكبرى في البندقية، منافسة من 20 فيلماً آخر. وتعود الكلمة الفصل للجنة التحكيم التي يرأسها هذه السنة الكوري الجنوبي بونغ جون-هو الحائز السعفة الذهبية سنة 2019 عن «باراسايت» ثم أوسكار أفضل فيلم بعد سنة عن هذا العمل. وتضمّ اللجنة أيضاً الممثلة الفرنسية البلجيكية فيرجيني إيفيرا والمخرجة الأميركية من أصل صيني كلوي تشاو.
قدّم بيدرو ألمودوفار بعض الأفلام الراديكالية والمتجاوزة في مسيرته، ولكن من العدل القول إنّ Parallel Mothers ليس واحداً منها. لكن هذا ليس ذمّاً، بحسب ما أكد عدد من النقاد بعد مشاهدة الشريط في «البندقية». فقد رأى هؤلاء أنّ العمل يوفّر مسرّات عدّة لعشاق ألمودوفار، من بينها توجيههم إلى بيئته المألوفة المريحة.
مرة جديدة، يستقرّ المشاهد في تلك الشقق الأنيقة ومقاهي الأرصفة في مدريد المشمسة (تدور أحداث الفيلم بين عامي 2016 و 2018)، إلى جانب الأثاث والملابس الأنيقة التي تحتوي على بعض الألوان الأحمر والأزرق والأخضر والأصفر النابض بالحياة. يسمع المتابعون موسيقى الأوركسترا الخافتة لألبرتو إغليسياس بينما تتقلب الحبكة وتضيق؛ ونرى بينيلوبي كروز رائعة الجمال (رموشها المستعارة المتلألئة مثلاً).
وأكد النقاد أنّ Parallel Mothers بلا شك واحد من الأعمال الدرامية المرحة، ومن أكثر أفلام ألمودوفار نضجاً لغاية الآن.