في السباق الدرامي في شهر الصوم الحالي، ينجح الشاب سليمان رزق (الصورة) في دوره في مسلسل «مال القبان» (تأليف علي وجيه ويامن الحجلي، وإخراج سيف الدين سبيعي). ففي معركة السوق لسليمان وصبيانه المشرّدين حصة ووزن في بازار البشر الرخيص، إذ يقف في صفّ مَنْ يدفع له أكثر. يبدو الشاب شيطاناً صغيراً فاجراً حيناً، وخائفاً كطفل مرمي بين ركام سوق الهال وقذارته حيناً آخر. لقبه «أبو رموش». تلك الأكسسوارات التي تحدّد شخصيته، خصوصاً الأسنان المخيفة وإسقاطاتها الحيوانية، تجعله يشبه ابن آوى وتليق بتطوّره الدرامي ليتوافق وعالم الضواري الذي يعيش فيه. دور مراهق بلا عائلة يبيت في «سوق الهال»، حيث تطفو كل قذارته على السطح، فيما تبدو لافتةً قلّة عدد الشخصيات غير الملطخة بالفساد والانحطاط في هذا العمل الدرامي المنحاز لأولئك الذين يظهرون أقصى درجات التعفّن والشر في الأداء. هذا الكلام ليس احتفاءً بالشرّ أو اعترافاً بسطوته في ظلّ التردي والبؤس اللذين يلفّان المجتمع بسواده، بقدر ما هو تقدير للممثل الذي عرف كيف ينقل لنا وجهاً خفياً من قاع المجتمع ويفرده أمامنا حياً على الشاشة كما هو بلا تجميل.علماً أنّه سبق لرزق أن تعاون مع الكاتبَيْن والمخرج أنفسهم حين أدّى في عام 2021 شخصية «رواد» في مسلسل «على صفيح ساخن».

*«مال القبان»: على SBC (س: 20:30)، وLTV (س: 23:00)، و«ART حكايات» (س: 23:30)، و«شاهد».