عساف أبو رحالتساؤلات عديدة تلف عمليات شراء الأراضي بأسعار مرتفعة جداً عند أقدام جبل الشيخ، إذ لوحظ منذ فترة تهافت على شراء الأراضي في منطقة وادي التيم، وفي أماكن كانت ولا تزال تعدّ مراعي صيفية لقطعان الماعز، ولا تصلح حتى للزراعة، لا بل إن سعر الفدّان (دونم ونصف تقريباً) ارتفع من 30 ألف ليرة إلى ما بين 70 و100 مليون ليرة في المنطقة. وتتركز عمليات البيع في محور يمثّل مدخلاً لجبل الشيخ.
وتثير قضية بيع أراضي جبل حرمون شكوكاً في أهداف المهتمين بشراء هذه الأراضي، وخصوصاً أن من يقوم بعمليات التفاوض هم سماسرة من منطقة راشيا الوادي، وتربطهم علاقات مع جهات سياسية متموّلة، حيث ينشط بازار العقارات ويتركز على امتداد جبلي طوله نحو عشرة كيلومترات من منطقة جنعم جنوباً حتى مشارف راشيا الوادي شمالاً. ويقول أبو فارس محمود غزالة من بلدة عين عطا ويملك عدة عقارات عند أقدام الجبل إن هذه المنطقة تتبع عقارياً لبلدة عين عطا، وأراضيها جبلية وعرة لا تصلح للزراعة، وهي تشهد حالياً عمليات بيع واسعة، لافتاً إلى أن هذه الظاهرة بدأت منذ سنوات قليلة، لكنّ وتيرتها ارتفعت أخيراً، فيما الأسعار المطروحة للتداول تثير الشك والتساؤلات. ويشير رئيس محترف الفن التشكيلي في راشيا الوادي، شوقي دلال، إلى أنه في عام 1995 أطلق نداءً عاجلاً لأجهزة الدولة كي تتدخل لمعرفة الجهات الشارية وغاياتها ومآربها، وخصوصا أن المبالغ المعروضة كبيرة لأراض غير زراعية، ما يعني إغراء المالكين بأسعار مرتفعة بغية الشراء. وقال إن «الأخطر في الموضوع هو أن الأراضي تباع بطريقة قانونية ومباشرة لجهات لبنانية لا تترك أي علامة استفهام، وهنا تكمن الخطورة، لأن الجهات التي تقف خلف الموضوع غير معروفة، بحيث تنتقل ملكية الأراض إليها عبر السماسرة»، مشيراً إلى أن «الجبل يمثّل مثلثاً حدودياً غير بعيد عن الأطماع الصهيونية».