انية. وانساب في صمت الشوارع المطبق حديث عن لوعة إنسانية واقتصادية بدأت منذ سنتين ولم تنته بعد. الفنادق نكّست أعلام الدول التي تزيّن مداخلها. فمن كان يشغل غرفها لفظه الخوف إلى خارج لبنان

من اطمأنّ وقرر تمضية فترة الأعياد في لبنان ألغى حجزه. المطاعم، كما أصحابها، استسلمت للواقع المفروض قسراً وأعلنت الإقفال إلى حين فكّ الحداد الرسمي وهدوء الأوضاع. المساحة البحرية المحيطة بالمرفأ غصّت بالسفن المنتظرة وتنتظر الدخول. فالمرفأ مقفل مثل المرافق الأخرى، حداداً على وزير الصناعة بيار الجميل. التداعيات الأمنية امتدت إلى وكالات السفر وحركة المطار. رحلات ألغيت وتذاكر استرجعت. «إنهم يغتالون رجالنا واقتصادنا »... عبارة تلخّص موقف أصحاب المصالح الاقتصادية في حديثهم مع «الأخبار».
الفنادق والمطاعم
«نطفو على سطح الماء». هكذا تصف المسؤولة عن قسم الحجوزات في فندق ميريديان نانسي باتروف الجمود السائد في الفندق. وقالت «لم تكن الحركة ممتازة قبل الاغتيال، ولكن بعده أصبحت شبه معدومة. إذ تمّ إلغاء حجز 13 غرفة لمجموعة من السياح القادمين من الأردن، إضافة إلى حجوزات لنحو ثمانية أشخاص»، لافتة إلى أنه بعد كل اغتيال يتوقف العمل نحو أسبوع ليعود بوتيرة مخفوضة.
كارين حرب من فندق مونرو، أشارت إلى إلغاء 10 حجوزات سياح من الخليج وأوروبا. كما غادر الفندق نحو عشرة أشخاص قبل انتهاء فترة إقامتهم. وقالت إن الوضع لن يعود إلى طبيعته قبل شهر.
فندق كراون بلازا ألغى 10 في المئة من حجوزاته، و5 في المئة من النزلاء غادروا الفندق بعد الاغتيال. ويشير أحد الموظفين إلى أن حالة إلغاء الحجوزات امتدت إلى الفنادق التابعة الى شركة (أنتر كونتيننتال) في لبنان، ومنها فينيسيا وفاندوم، وكذلك في هوليداي إن.
رندة صعب من فندق كونكورد لفتت إلى إلغاء نحو 20 في المئة من الحجوزات، فيما غادر 5 في المئة من النزلاء بعد الاغتيال. ولفتت إلى أن عودة حركة الفندق إلى طبيعتها رهن بتطور الأحداث السياسية والأمنية.
رئيس نقابة أصحاب الفنادق بيار أشقر لفت الى أنه من دون الاستقرار السياسي والأمني لا حياة لقطاع الفنادق. وأشار إلى أن الاغتيالات السياسية تنعكس على القطاع السياحي الممثّل بـ18 ألف مؤسسة سياحية تعيل 140 ألف عائلة. ولفت إلى أن خسائر الفنادق جراء إلغاء الحجوزات تظهر بعد أسبوع، علماً بأن الوضع لم يكن جيداً قبل الاغتيال. وقال: «لا نريد الاختباء وراء إصبعنا، ونقول إن الوضع سيكون جيداً. فالتفاؤل في هذه الأيام لا يجدي نفعاً، إذ إن الوضعين السياسي والأمني لا يبشّران بالخير».
معظم المطاعم أقفلت حداداً. رئيس نقابة المطاعم والمقاهي والباتيسري في لبنان بول عريس لفت إلى أن «عمل المطاع

المشهد الاقتصادي يتكرّر: شلل شبه تام وإلغاء حجوزات