إصابة واحدة في مخيم الجليل للاجئين الفلسطينيين في بعلبك، واثنتان في رياق، رفعت منسوب الترقّب والحذر في البقاعين الشمالي والأوسط، وفرضت تشدداً ــــ بدأ يتراخى أخيراً ــــ في إجراءات الحجر.ليل الثلاثاء، نقلت لاجئة فلسطينّية من مخيّم «ويفل»، المعروف بمخيّم الجليل، إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي، بعدما ظهرت عليها عوارض حرارة. الخبر رفع منسوب الحذر، وعُقدت منتصف ليل الثلاثاء اجتماعات بين الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية ومسؤولين في المدينة، نتج منها إقفال شرطة البلدية والقوى الأمنية ومتطوعين مدخل المخيم الجنوبي. فيما بدأت إجراءات زيادة الفحوصات باكراً، أمس، وانقسمت إلى 152 عيّنة عشوائيّة أخذها فريق وزارة الصحة في مستشفى بعلبك الحكومي لسكان المدينة، و94 عيّنة أخذها فريق الترصد الوبائي في الوزارة، بالتعاون مع قسم الصحة في «أونروا» في عيادة الوكالة في المخيّم. العيّنات حوّلت إلى مستشفى الحريري والمختبرات المختصة، وتنتظر المدينة وسكان المخيّم نتائجها اليوم.
المصابة من اللاجئين الفلسطينيين من سوريا، ومن سكان المخيم الذي يقطنه نحو 8 آلاف لاجئ، وتتداخل أطرافه مع أحياء بعلبك المكتظة. وهي كانت تعاني من التهابات صدريّة وعوارض حرارة. المتحدثة الإعلامية باسم «أونروا» هدى السمرا أكدت لـ«الأخبار»، أن «الوكالة لن تقوم بفحوصات شاملة لجميع سكان المخيمات، لأن ذلك ليس بمقدورها، لكنها تغطّي فحوص الحالات التي ظهرت عليها عوارض الإصابة والأشخاص الذين يتّصلون بالخط الساخن للوزارة ويخضعون للأسئلة المطلوبة عبر الهاتف والتي تشخّص إن كان المتصل يحتاج إلى فحص أو لا». ولفتت إلى «أن التغطية الاستشفائية للمصابين كاملة». وأشارت إلى أن إقفال مدخل المخيم «لمصلحة الجميع، وخصوصاً أن المخيم على تماس مع مدينة مكتظة، علماً بأن متطوعين فلسطينيين ساهموا في فرض إجراءات منع الدخول والخروج».
«التعامل مع المخيم يتم على أساس أنه من أحياء بعلبك، وبالتعاون مع الفصائل اتخذت القرارات بالحجر على أهالي المصابة وإقفال مدخل المخيم حتى تظهر نتائج الفحوصات، وخصوصاً أن المخيم متداخل مع أحياء المدينة»، وفقاً لرئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق، من دون أن ينفي حالة الخوف التي تعيشها المدينة في انتظار النتائج اليوم.
أُقفلت مداخل المخيم بالتنسيق مع الفصائل الفلسطينية


محافظ بعلبك ــــ الهرمل بشير خضر الذي ترأس الاجتماع الأمني الصحي في المحافظة، أمس، لفت إلى «أننا لا نعلم بعد مصدر الإصابة، إلا أن المصابة كانت قد قامت بزيارتين، إحداهما ضمن بعلبك والثانية إلى محافظة أخرى وهو ما نسعى إلى التحقّق منه».
أما في رياق، في محافظة البقاع، فقد أعلنت البلديّة عن إصابتين هما، وفق معلومات «الأخبار»، والدة وشقيق أحد العسكريين الذي طُلب منه التزام الحجر المنزلي بعد الإعلان عن إصابة أحد ضباط فوج الحدود البري في رأس بعلبك مطلع هذا الشهر. وعليه، خضع العسكري الذي لم تظهر عليه أي عوارض سابقاً وبقية أفراد الأسرة للفحص، وهو ما يوجب تأمين مساكن لحجر العسكريين ممن لا يعيشون بمفردهم بدلاً من التزامهم الحجر مع عائلاتهم. كما «أجريت أمس، فحوصات عشوائيّة تخطّت المئة، من قبل فريق تابع لوزارة الصحة، لكل من احتكّ بالحالتين»، وفق ما أكد رئيس بلديّة رياق ــــ حوش حالا جان معكرون لـ «الأخبار»، مشيراً إلى أن «البلدية لم تكن على علم بحالة الحجر، وعلينا التأكّد إن كانت هي مصدر الإصابة أو لا، وننتظر نتيجة الفحوصات غداً (اليوم) لنتخذ الإجراءات اللازئة».



فحوصات في البقاعين الأوسط والغربي
بعدما أطلق المركز الطبي في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU، «الحملة العياديّة المتنقلة» بهدف تأمين فحوصات الـ PCR للمناطق النائية ومناطق الأطراف، أجرت الحملة أول من أمس، 200 فحص، ضمن ست محطات في البقاع الأوسط (بدنايل، أبلح، الفرزل، زحلة – مستشفى تل شيحا، بر الياس وقب الياس) بمعدّل 30 فحصاً في كل محطة، جاءت نتيجتها كلها سلبيّة. كما أجرت الحملة 150 فحصاً في 4 محطات في البقاع الغربي (بينها حوش الحريمي، كفريا ومشغرة)، وستزور الحملة الجنوب اليوم. وفي 5 أيار ستزور القاع ورأس بعلبك ودير الأحمر (البقاع الشمالي) والمستشفى الحكومي في بعلبك.