فضحت أزمة ارتفاع سعر البيض سوء توزيع واحتكار الأعلاف المدعومة. أهل قطاع الدواجن يبرّرون الأسعار الخيالية لكرتونة البيض وللدجاج النيء باضطرارهم لشراء المواد الأولية، ولا سيما الأعلاف، بالدولار وفق سعر السوق السوداء.
يستعرض حسنين سعد تكاليف المراحل التي تُنتَج فيها «كرتونة» البيض، والتي ارتفع سعرها في الآونة الأخيرة إلى 40 ألف ليرة بعد أن كان سعرها خمسة آلاف قبل بدء الأزمة الاقتصادية منذ عام ونصف عام. «كل المواد الأوّلية نشتريها بالدولار وفق سعر السوق السوداء. من علف الدجاج إلى الأدوية وصولاً إلى العلبة التي يُحفظ فيها البيض سواء من كرتون أو من بلاستيك». الأمر ينطبق على الدجاج النيء الذي كان سعر الكيلو منه دولاراً واحداً أي1500 ليرة. حتى أصبح سعره أخيراً لا يقل عن 10 آلاف ليرة.

ينفق أصحاب القطاع على الأعلاف التكاليف الكبرى. لكن أين الأعلاف التي يقتطع لها مصرف لبنان ملايين الدولارات من المال العام وحقوق المودعين لدعمها؟

يجزم رامز قشور، صاحب مسلخ للدجاج في منطقة صور، بأن الدعم «يحتكره كبار التجار الذين يتحكّمون بتوزيعه على أتباعهم وبيعه في السوق السوداء». وعليه، لا يبقى للمزارع ومربي الدواجن شيءٌ من المواد المدعومة.

وهنا تستعاد تأكيدات وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى المتكررة عن أن «الأعلاف متوفرة في الأسواق ووضعنا آلية لضبط توزيعها لكي لا يكون المزارع رهينة لدى التاجر». لكن ما يحصل واقعاً لا يتطابق مع طمأنينة الوزارة.
بين الحين والآخر، تنكشف شبكات تحتكر الأعلاف المدعومة.
وفي ذلك مخالفة واضحة لقرار وزارة الاقتصاد والتجارة حول «تنظيم دعم السلة الاستهلاكية الموسعة وموادها الأولية الزراعية والصناعية بالتعاون مع مصرف لبنان».
القرار الصادر في تموز الماضي، نصّ في أحد بنوده على أن تقوم وزارتا الاقتصاد والزراعة «بالتأكد من التزام الشركات المستفيدة من عملية الدعم ببيع أو تسليم المنتجات».
في المقابل، تنشر وزارة الزراعة على موقعها الإلكتروني أسماء المؤسسات المستفيدة من الدعم، لكنها لا تنشر كمية المواد التي حصلت عليها وكيفية توزيعها وبيعها وتصريفها.

على خط مواز، لم يكتف تجار الأزمات باحتكار وبيع المواد المدعومة، بل باعوا أيضاً الهبات التي قدّمتها بعض الدول للمزارعين في إطار دعم لبنان للأزمة الاقتصادية التي تعصف به. في مزرعة الدجاج الخاصة به، يحتفظ حسين قشمر بأكياس العلف الذي اضطر لشرائها من أحد التجار بسعر السوق السوداء، وقد كُتب عليها «هدية الشعب العراقي إلى الشعب اللبناني».



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا