تظاهرات يومية تشهدها باحة سراي صور الحكوميّ، من قبل المواطنين الراغبين بالاستحصال على أوراق ثبوتية، من دون جدوى. في الواقع، لا يتوانى الموظفون المعنيون عن الإعلان صراحة لهم، بأن «لا أوراق لدينا و لا حبر».
السراي الذي يضم القائمقامية، ومركز الأمن العام ودائرة نفوس قضاء صور، وأمانة السجل العقاري وسجن صور، ضمن مساحة جغرافية ضيقة، لم يكن يكفيها أزمة غياب التيار الكهربائي والتقنين القاسي من قبل مؤسسة كهرباء لبنان والمولدات الخاصة، ليُضاف إليها أخيراً أزمة عدم توفّر الأوراق لإنجاز المعاملات.

أما الضغط الأكبر، فيشهده قلم نفوس صور، الذي يضمّ سجلات المدينة بكامل أحيائها، وأكثر من 30 قرية من قرى القضاء. في العادة، كان يُنجز يومياً المئات من إخراجات القيد الفردية والعائلية. وقد تقلّصت النسبة إلى صفر، في ظلّ التقنين الحاد الذي تمارسه المديرية العامة للأحوال الشخصيّة في توزيع الأوراق المتبقيّة في مخازنها على دوائر النفوس في المناطق.

ويبقى التبرير المستمرّ منذ مدة، هو عدم قدرة وزارة الداخلية والبلديات على دفع تكلفة طباعتها بالدولار الأميركي، لإصدار نسخات جديدة منها.

مختار حي الموارنة في صور، جورج برادعي، يعاني كغيره من المخاتير من عدم قدرته على إنجاز عشرات طلبات إخراجات القيد للمواطنين القاطنين داخل صور وخارجها، بسبب عدم توفر الأوراق الخاصة بها. وأشار إلى أن دائرة نفوس صور بحاجةٍ يومياً إلى أكثر من 300 ورقة لتسهيل أمور المواطنين.

ووفقاً له، فإن «المديرية العامة للأحوال الشخصية كانت ترسل يومياً إلى دائرة نفوس صور 100ورقة فقط، ما اضطر مأمور النفوس إلى تقنين الطلبات العائدة للمخاتير، وحجز مواعيد للمواطنين وصلت لغاية أسبوع، حتى يصار إلى إنجاز إخراج القيد إذا ما توفرت الأوراق الرسمية الخاصة به».

وقد دفع المأزق الماليّ بالبعض إلى السعي إلى معالجته، لتسهيل أمورهم وأمور المواطنين، فقاموا بالتبرع للمديرية بهباتٍ مالية بالدولار الأميركي لطباعة الأوراق. فقضاء صور يعجّ بالمغتربين الذين يستغلون إجازتهم السنوية فيها لتجديد أوراقهم الثبوتية، وإنجاز معاملات أخرى.

في الإطار، قام أحد المغتربين، وهو الرئيس السابق لنادي التضامن الرياضي، محمد مديحلي، بالتعاون مع مدير عام الريجي، ناصيف سقلاوي، بالتبرع بمبلغ ستة آلاف دولار لصالح المديرية لطباعة الأوراق الرسمية اللازمة، ولكي يتمّ مدّ دائرة نفوس صور بالكميات التي تحتاجها، للتخفيف من معاناة المواطنين.

أما اليوم، فلم ترسل المديرية أوراقاً رسمية إلى قلم صور، ولم يُصار إلى إصدار أي إخراج قيد لأي مواطن. وقد أثار ذلك امتعاض سليمان عبود، أحد المواطنين الذي أراد الحصول على إخراج قيد لابنته لتسجيلها في المدرسة. واحتجاجاً على ذلك، قرّر تنفيذ اعتصام وإضراب عن الطعام أمام سراي صور الحكوميّ، إلى حين حصوله على إخراج قيد لابنته.





اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا