محمد عبد الرحمننزعت هند صبري فتيل أزمة جديدة بين معارضي التطبيع ومؤيديه في مصر عندما حرصت ـــــ بعد انتهاء زيارتها إلى رام الله ـــــ على تأكيد عدم دعوتها إلى مراجعة مفهوم التطبيع بالطريقة التي أدّت إلى إساءة فهم الرسالة التي حملتها إلى الفنانين والجمهور العربي لدى عودتها من رام الله. الفنّانة التونسية المقيمة في مصر أشارت خلال اتصال هاتفي مع برنامج «العاشرة مساءً» على قناة «دريم 2» مساء الأربعاء إلى أنّها لم تزر ولن تزور إسرائيل أو تطبّع العلاقات معها في أي حال من الأحوال، لكنّها ترفض أن يظل الحصار قائماً على الفلسطينيين من دون أن يمدّ المثقّفون العرب يد العون إليهم، بدعوى أنّ الذهاب إلى المدن الفلسطينية تحت الاحتلال يُعدّ زيارة لإسرائيل.
واستشهدت صبري بعبارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي قال فيها «زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجّان» خلال لقائها به في الزيارة نفسها، مشيرةً إلى أنّ ما نراه على شاشة التلفزيون كل يوم عن فلسطين ومعاناة شعبها لا يعكسان إلّا القليل مما يحدث على أرض الواقع. وحملت صبري دعوة من منظّمي «مهرجان القصبة السينمائي الدولي» إلى نقيب الممثلين المصريين أشرف ذكي إلى ضرورة مساندة فناني مصر لأشقائهم في الأراضي الفلسطينية، وكسر الحصار حولهم. وأضافت إنّها تلقتّ استجابةً طيبةً من زكي، وطالبته بضرورة إعادة النظر في مفهوم التطبيع، بحيث لا يتعرّض الفلسطينيون للظلم بسبب هذا الموقف.
والمعروف أن عدداً كبيراً من الفنّانين المصريين لا يستجيبون إلى دعوات زيارة الضفّة الغربية لأنّها تعني الحصول على تأشيرة إسرائيلية، وهو الأمر الذي يُعدّ تطبيعاً، لأن قرارات الجمعيات العمومية للنقابات المهنية المصرية ترفض أي شكل من أشكال التعاون مع الحكومة الإسرائيلية تحت أي مسمّى.
ودخل على الخط جورج إبراهيم مدير «مهرجان القصبة»، رافضاً الحملة التي شُنّت على هند صبري بسبب زيارتها، ودعا الفنّانين العرب إلى زيارة الفلسطينيين، مؤكّداً أن تلك الزيارة تلفت انتباه الرأي العام العربي والعالمي إلى ما يحدث في المدن الفلسطينية. ولفت إبراهيم إلى التأثير الكبير الذي أحدثته زيارات سابقة قام بها هاني شاكر وصابر الرباعي. وكان الممثل حسين فهمي قد أطلق قبل أيام دعوة إلى تأليف وفد من الفنانين المصريين لزيارة الأراضي الفلسطينية بهدف دعم صمود الشعب الفلسطيني، والتأكيد على ضرورة المصالحة الوطنية بين الفصائل كلّها.
خلال زيارتها إلى رام الله، زارت صبري قبرَي الرئيس الراحل ياسر عرفات، والشاعر محمود درويش، كما زارت مدينة نابلس، بينما عرض لها «مهرجان القصبة السينمائي الدولي» فيلمها الأوّل «صمت القصور»، الذي قدّمته قبل عشر سنوات مع المخرجة مفيدة التلالي. واستمر المهرجان حتى مساء أمس بمشاركة 60 فيلماً من 24 دولة.