خليل صويلح«ينطق عن الهوى» مجاز صوفي كامل يقتفي أثر المتصوفة الكبار بنبرة حداثية لطالما ميّزت أعمال الشاعر منذ «حلّاج الوقت» و«الأشجار على مهلها» و«العصا العرجاء»، إذ تشف القصيدة إلى حدود الغنائية العالية، في مسالك صوفية تختبر نشوة شعرية باهظة ومقطّرة، كأنّ الكثافة هي الملاذ النهائي للمجاز «سأحسب أنك تصغين لي وأنا صامت، وتذيبينني، قبل شربي، في كأس ماء. أنا الحجر الصلد».
وكان الشاعر الراحل محمود درويش قد كتب كلمة في تقديم الديوان، كأنّه أراد التضامن سلفاً مع صاحب «ينطق عن الهوى»: «كلماته مصقولة بمهارة صقل الماس حتى لنكاد نخشى عليها من المحو. فهو يعرف أن الحذف هو كفاءة الصنعة». ويضيف «طاهر رياض مسكون بالبحث عن الشعر الصافي الذي لا زمن له ولا فرسان قبيلة. فالمعنى في شعره هو نتاج العناق الأقصى بين الصورة والإيقاع. لكن سلالة شعره معلنة، إنّها جماليات اللغة العربية وإيقاعات الشعر العربي التي لا يرى حداثة شعرية حقيقية دون الوفاء لها والقدرة على تطويرها لاستيعاب المتغيّر».