صباح أيوبهي المرّة الأولى التي تتوحّد فيها الصورة الإعلامية اللبنانية حول حدث محلّي. فمن محاسن جلسة الحوار في القصر الجمهوري، أمس، أنّها كانت مغلقة. وقد أُحكم إقفالها لدرجة حالت دون إمرار أي تسريبات أو تحليلات لمراسلي الوسائل الإعلامية، مباشرة على الهواء. LBC و«الجديد» و«أخبار المستقبل» و«المنار»... الكلّ نقل الأجواء ذاتها في خبر تصدّر النشرات، حتى الصور الواردة من بهو القصر وداخل غرفة الحوار... كانت موحّدة.
انصاع المتحاورون لـ«أمر اليوم» ولم يمدّوا الإعلاميين بمعلومات إضافية. جُلّ ما استطاع المراسلون المرابطون في القصر، منذ الصباح، الحصول عليه هو البيان المكتوب الذي وزّعته اللجنة المكلّفة صياغته، وتسريب «بسيط» من النائب ميشال المرّ لتلفزيون «الجديد» مفاده أنّ «الأجواء كانت إيجابية». أمّا العنصر الجامع، فكان كلمة الرئيس ميشال سليمان التي انتقت منها المحطات النقاط الأساسية لتوردها في تقاريرها الإخبارية على مدار ساعات النهار. وقد ركّزت «المنار» مثلاً على الجزء المتعلّق بـ«الاستراتيجية الدفاعية وكيفية استفادتها من قدرات المقاومة»، كما جاء في كلمة الرئيس. هذه النقطة أيضاً كانت محور تقارير كل من «الجزيرة» و«العربية» اللتين أفردتا المساحة الأولى في نشراتهما للخبر اللبناني، وخصّصتا حيّزاً من التحليل للتعليق على ما ورد في كلمة الرئيس عن السلاح... فإلى متى سيدوم «مفعول» أمر التكتّم؟ وهل ستصبر وسائل الإعلام على كل هذا الصمت؟