strong>ديما شريفماذا يحدث في الولايات المتحدة الأميركية؟ وكيف يمكن مسلسلين جديدين (الأول إنتاج أواخر 2007، والثاني إنتاج 2008) أن يستقطبا الجمهور، ويهزّا عروش بقية الأعمال القابعة في الصدارة منذ سنوات؟. هذه الأسئلة تقضُّ مضاجع صنّاع الدراما الأميركية، بعدما استولى المسلسلان على أعلى نسب المشاهدة ليلتي الجمعة والأحد من كل أسبوع: مساء الأحد، تعرض شبكة AMC دراما Mad Men(رجال مجانين). أما ليلة الجمعة، فموعد محطة CBS مع Swingtow.
لكن مهلاً، لماذا قد يثيرُ العملان حفيظة الكتّاب والمخرجين؟ قد تكمن المفاجأة في كون Mad Men و Swingtown لا يعتمدان على حبكات درامية معقدة، أو جرعات زائدة من التشويق شبيهة بتلك التي يراهن عليها Prison Break و Lost مثلاً، ولا حتى على قصص الخيال العلمي أو قضايا الجاسوسية، إنهما بكل بساطة ينقلان بعض جوانب الحياة الأميركية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
فمسلسل Mad Men يتناول عالم شركات الإعلان في نيويورك بداية الستينيات، في عهد جون كينيدي، راصداً حياة موظفي الشركة العملية والخاصة. وقد حصد جائزتي «غولدن غلوب» في موسمه الأول، ويستعد أبطاله لإطلاق الموسم الثاني أوائل الشهر المقبل.
ويرى بعض المراقبين أن سبب نجاح مسلسل Mad Men يعود إلى كونه يعتمد على النوستالجيا، عبر معالجة درامية جيدة. ذلك أن بطل المسلسل «دون»، لا يمكن حصره في زمان محدد، بل يجسِّد مثال الرجل الأميركي الذي يملك القدرة على النهوض بعد كل كبوة، ويعرف جيداً كيف يواجه واقعه. وما أسهم في نجاح العمل ـــــ حسب صحف أميركية ـــــ هو نقله لحياة الأميركيين في الستينيات كما كانت في الواقع، بعيداً من موجة الأعمال التي جاهدت لنقل صورة غير أمينة عن تلك الحقبة، وما تضمنته من أحداث سياسية واجتماعية.
وSwingtown؟ يرصد المسلسل حياة عدد من الأزواج في إحدى ضواحي مدينة شيكاغو عام 1976. هؤلاء يعيشون حياة جنسية متحررة، ويتبادلون الشركاء في علاقاتهم الحميمة. وعلى الرغم من جرأة الموضوع، لا يتضمن المسلسل أي مشاهد ساخنة، وأقصى درجات الإثارة تكمن في ظهور الأبطال بثيابهم الداخلية.
ومع ذلك، عمدت «منظمة العائلة الأميركية» و«مجلس الأهل التلفزيوني» إلى إرسال خطابات إلى محطات التلفزيون، كي تتوقف عن عرضه. لكن الحملة لم تؤت ثماراً، والنجاح الوحيد الذي حققته، كان إيقاف شركة «بروكتر أند غامبل» إعلاناتها أثناء عرض Swingtown.


الكبار أولاً ثم المراهقون