عشرة ألبومات على الأقل، وأفلامٌ تروّج لنجوم الغناء، وكليبات تغزو الشاشات، وصور ضخمة تنتشر على الطرقات... وما زالت الإخفاقات تتوالى في سوق الكاسيت المصري
محمد عبد الرحمن
على الرغم من إصدار أكثر من عشرة ألبومات في الآونة الأخيرة، وتخصيص حملة ترويج واسعة لها، وعلى الرغم من انتشار بعض الأغنيات الجديدة وخفض أسعار الأسطوانات، وصل حجم المبيعات في سوق الكاسيت المصري إلى أدنى مستوياته. حتى الانتشار لم يعد مؤشراً إلى نجاح الألبوم تجارياً. ولعل أبرز مثال على ذلك «طعم البيوت» لمحمد منير: معظم أغنيات الألبوم، وخصوصاً «يونس»، تتردد في كل مكان تقريباً. ومع ذلك، لم يحقق الشريط مبيعات تليق باسم صاحبه. والأمر يعود في المقام الأول إلى تسريب الأغنيات قبل طرح العمل رسمياً، إضافة إلى كثافة بثّه على أثير راديو «نجوم أف أم».
ومن منير إلى الآخرين. على الرغم من غياب الأرقام الرسمية، يؤكد عاملون في السوق أن أيّ من ألبومات الصيف، سواء التي طرحت قبل شهر أو التي صدرت قبل أيام، لم تحقق مبيعات تتجاوز 100 ألف نسخة. وهو الرقم الذي كان يحققه عمرو دياب في يوم واحد سابقاً.
والأهم من كل ذلك أن السوق لم تنشط حتى بعدما عمدت «روتانا» إلى خفض الأسعار وبيع الـ«سي دي» بعشرين جنيهاً (أقل من 4 دولارات). وهو ما أجبر شركتي «ميلودي» و«عالم الفن» على طرح الأسطوانات بالسعر نفسه، ما عدا ألبوم تامر حسني الذي تبيعه المكتبات الموسيقية بأربعين جنيهاً.
يعزو بعضهم كل هذه الخسارات إلى القرصنة، وتحميل الأغنيات مجاناً من المواقع الإلكترونية. فيما يرى آخرون أن السوق تعاني الشلل منذ مدة، بعدما ملّ الجمهور تكرار الأنماط الغنائية نفسها. وأكبر دليل على هذا الخلل المقارنة البسيطة بين الانتشار المحدود لألبوم تامر حسني الجديد «قرب كمان»، (تميّز بحملة دعائية كبيرة عبر تغيير اسم الشريط بسبب الرقابة، وطرحه تزامناً مع فيلم «كابتن هيما»)... والنجاح الذي حققه العام الماضي مع «يا بنت الإيه».
مع سميرة سعيد، لم يكن الوضع أفضل. ألبومها الجديد «أيام حياتي» تأثر كثيراً بالتأجيل المستمر لموعد طرحه في الأسواق. وبعدما حُكي في البداية عن إطلاقه في شباط (فبراير) الماضي، لم ينزل إلى الأسواق إلا قبل أيام. وطول فترة الانتظار، دفع بالجمهور إلى استقباله ببرودة. أضف إلى ذلك أن سميرة قررت عدم طرح فيديو كليب أغنية «حب ميؤوس منه»، ما ضاعف من الإخفاقات.
على المنوال نفسه، يأتي ألبوم لطيفة «في الكم يوم اللي فاتوا» الذي فوجئ به الجمهور في محلات الكاسيت، من دون حملة دعاية قوية، على الرغم من وصوله إلى المركز السابع في مبيعات «فيرجين ميغا ستورز» في القاهرة بعد أربعة أيام فقط من طرحه. لكن «فيرجين» لا يعلن عن عدد المبيعات، ولكن عن الترتيب فقط. وها هو عمرو دياب يحتل في المتجر، مع ألبومه الأخير «الليلة دي»، المركز الثامن، وهو مؤشر قوي إلى أن المراكز التي سبقته لم تحقق مبيعات جيدة. ذلك أن استمرار ألبوم صدر نهاية العام الماضي في قائمة العشرة الأوائل، يدل على ضعف الإيرادات الجديدة.
هناك مشكلة أخرى تكمن في اعتماد معظم المغنّين على إطلاق أفضل أغنيات ألبوماتهم عبر راديو «نجوم أف أم»، مكتفين بانتشارها على الأثير، على اعتبار أنها تمهّد لنجاح الألبوم. فيما يكتفي الجمهور بالاستماع إلى أفضل أغنية من كل ألبوم، وانتظار تصويرها على طريقة الفيديو كليب، من دون دفع مقابل لاقتنائها.
والنجاح في هذه الحالة يكون للأغنية «الضاربة» لا للمطرب أو الألبوم.
كذلك لم يحقق ألبوم هيفا وهبي أي نجاح يذكر كما كان متوقعاً، على الرغم من انتشار كليبها الجديد.
في المقابل، شهدت المتاجر الموسيقية بعض الاستثناءات. فألبوم يارا الجديد «أنت مني» استطاع أن يشذ عن القاعدة مع نجاح «أنت مني» التي أدّتها يارا باللهجة المصرية. كذلك حققت شيرين صدى مقبولاً مع ألبوم «بطمنك»، على الرغم من طرحها لأغنيتين جديدتين فقط. أما قائمة العشرة الأوائل التي تتبدل كل أسبوع في «فيرجين ميغا ستورز»، فتصدرتها أخيراً يارا، ثم تامر حسني، وشيرين في المركز الثالث، ثم محمد منير، وراغب علامة في المرتبة الخامسة. واحتل عمرو مصطفى المركز السادس، وجاءت لطيفة في السابع، ثم عمرو دياب، وميريام فارس، وفريق «وسط البلد»، علماً بأن تصنيفات «فيرجين» لا تعكس عدد المبيعات الحقيقية في سوق الكاسيت.
حتى على مستوى الأغنيات الشعبية، طارد الفشل سعد الصغير وألبومه الجديد «كله من خيرك»، مع العلم أن بداية الموسم شهدت عودة المطرب الشعبي عبد الباسط حمودة الذي قدم أغنية «أنا مش عارفني». حققت الأغنية نجاحاً كبيراً في الشارع المصري، فيما يتردد أن مبيعات ألبومه وصلت إلى نصف مليون نسخة، علماً بأن سعر ألبومات هذه الفئة من الفنانين لا يزيد على دولار واحد، كما أن قراصنة الإنترنت لا يهتمون بسرقة أغنياتهم.