دمشق ــ منار ديبنجوم الدراما السورية، وحكايات المسلسلات باتت جزءاً مهماً من يوميات العرب من المحيط إلى الخليج، وفيما تحتل صور الممثلين السوريين أغلفة المجلات، ذهب التعلّق ببعض المسلسلات إلى حد استغلال صور أبطالها للترويج لبضائع مختلفة، فكان مثلاً أن تم ترويج علكة من خلال صور أبي عصام وأبي شهاب وغيرهما من أبطال «باب الحارة»، وصار من المعروف أن اهتمامات الصائمين في شهر رمضان تتركّز بعد الإفطار على التنقل بين الدراما المصرية والدراما السورية، وفيما كان نجوم هوليوود الشرق وحدهم يتربّعون على قلوب المشاهدين العرب، صار نجوم سوريا يزاحمونهم على هذه المكانة.
المهم أن الفورة الدرامية السورية وصلت إلى المقاهي والمطاعم، فقد تم أخيراً افتتاح «دراما كافيه» في منطقة المزّة الغربية في دمشق.
زُينت جدران المقهى بصور كبيرة لنجوم الدراما السورية، وبصور لمشاهد من مسلسلات شهيرة كـ «باب الحارة» و «ندى الأيام» ، كما احتلت الجدران بورتريهات للمخرج حاتم علي والممثل قصي خولي، وفي المدخل صفت صور بالأبيض الأسود لرواد وراحلين كنهاد قلعي وهالة شوكت، وخصصت زاوية للمخرجين وركن للنجوم الشباب كسلاف فواخرجي ونضال نجم، ووُظّفت ديكورات المكان شكل الشريط السينمائي الذي ضم بداخله الوجوه المبتسمة لفنانين معروفين كسليم صبري وأيمن رضا وسلمى المصري. وفي إطار غائر حفر في الجدار نرى صورة باسمة للزوجين عبد المنعم عمايري وأمل عرفة.
صاحب المحل محمد بسام سيروان وشريكه جوني جرجس استعانا بمصممة ديكور طرحت عليهما فكرة الـ «دراما كافيه» وبعد نقاش تم تبنيها وتنفيذها، سيروان المغترب منذ 21 عاماً في الولايات المتحدة والذي درس إدارة الأعمال، عمد إلى دعوة عدد من الفنانين إلى افتتاح المقهى وقد لبى كثيرون الدعوة منهم سامر المصري وكاريس بشار ، وهو يسعى إلى استقطاب المزيد من الفنانين والزبائن الذين تجتذبهم شعبية الدراما السورية، وتأتي بطولة كأس الأمم الأوربية لكرة القدم لتجذب المزيد من الروّاد إلى المكان لمشاهدة المباريات غير المتوافرة على القنوات المفتوحة، وسيكون لتوفير خدمة مماثلة في شهر رمضان مع المسلسلات على القنوات المدفوعة أثر مماثل، وخاصة أن المحل سيوفر وجبات رمضانية.
«دراما كافيه» يقدم مشروبات ساخنة وباردة، لكنه لا يقدم الكحول «لأنه حرام» كما يقول السيروان، والمحل ليس مقهى فحسب بل يقدم وجبات شرقية وغربية.
رغم الديكور الجميل للمحل وهو يعتمد ألوان هادئة كالبنفسجي، ويتكوّن من جلسات منفصلة على أرائك أنيقة ومريحة، أو كراسٍ عصرية مرتفعة إلى طاولة رفيعة تلتصق بالجدار (كنظام البار)، إضافة إلى الطاولات التقليدية، إلا أنه يقع في منطقة هي أقرب إلى منطقة سكنية، إذ إن المقاهي في حي المزة تقوم في معظمها على الأوتوستراد، لكن قرب المكان من الأوتوستراد ووقوعه على تخوم حي الفيلات الغربية، في ساحة فيها سوق نشطة وهي ساحة الهدى، قد يجذب إليه المزيد من الروّاد من خارج سكان المنطقة.