فاتن الحاج
«شو بتعمل بس تنقطع الكهربا؟» سؤال لا يخلو من الخبث، على الأقل هذه الأيّام! صبيحة يوم أمس، طرح برنامج «أخبار الصباح» على شاشة «المستقبل» هذا السؤال على المارة في شوارع بيروت. وقد أتت الأجوبة استفزازية أذكت التعامل المستمر بخفة مع هذه القضية المعيشية... تقهقه المرأة الستينية، قبل أن تجيب: «بنام تحت اللحاف لدفي حالي»، فيما يفضّل أحدهم البقاء على ضوء الشمعة «هيك الوضع أكثر رومانسية»، بينما اجترح آخر الحل «عندي بطارية «يو بي أس» بتضوي اللمبات والتلفزيون. بيكفّي، ضروري البرّاد كمان؟». ويشعل مواطن آخر سيجارة ويشرب فنجان قهوة: «شو بدي أعمل بدي طوّل بالي». أما بعضهم فكان أكثر صراحة «وإذا قطعنا الطرقات وحرقنا دواليب شو بيصير؟ شو كل ما صار شي بدنا ننزل ع الشارع؟!»، فيما علّق أحدهم أخيراً: «في ناس عم تدفع وما عم تجي عندها الكهربا، وفي ناس عم تجي عندها الكهربا ومش عم تدفع»، فلم يعرف المشاهد بالضبط أين يكمن التمييز الكهربائي؟!
وتنتهي الفقرة بتعليق «مهضوم» لمقدمة البرنامج جويل فضول: «شو مهضومة أجوبة الناس، بس على كل حال، نحنا منتمنى إنو ما تنقطع الكهرباء». على كل حال، سؤال واحد يطرح نفسه: هل يجوز أن تتحول القضايا المعيشية إلى مادة للاستخفاف والضحك؟ ومتى ستسهم وسائل الإعلام في تخفيف الاحتقان الذي بلغ أوجه في الشارع؟