في سياق الحديث عن المرأة المؤلفة، لا بد من التوقّف عند عازفة البيانو والموسيقية اللبنانية، جويل خوري، التي كانت ستشارك بين أسماء عالميّة في أمسية «نساء الموسيقى» Women of notes في الجامعة الأميركية. لكن الموعد تأجّل إلى وقت غير محدّد. وكانت جويل خوري قد وضعت للمناسبة عملاً موسيقياً خاصاً، مستوحىً من أدب فيرجينيا وولف وحياتها. وتحديداً من رواية The waves (الأمواج)، أحد أشهر أعمال رائدة الرواية البريطانية الحديثة.تختبر خوري في هذا العمل المُعنوَن «أسير وحيدة» (I walk alone) مجالاً جديداً في التأليف الموسيقي. إذ تشرك الإلكترونيات في المادة الموسيقية التي يدخل فيها البيانو والغناء الكورالي. ينتمي العمل بتركيبته إلى النمط الحديث في الموسيقى الكلاسيكية، وقد سبق لخوري أن خاضت هذه التجربة في أسطوانتها الثانية «موسيقى وشعر» Music and poetry التي صدرت عام 2003. حوت الأسطوانة تسجيلاً حيّاً لمجموعة نصوص من التراث الأدبي والفلسفي الألماني (ريلكه، غوته، هاينه)، لحّنتها خوري وكتبت لها الموسيقى المرافقة التي تؤديها عشر آلات. وقد نجحت المؤلفة اللبنانية في خلق مناخات حديثة في طريقة الكتابة الموسيقية، فيما تخلّلت التوزيع جمل موفقة جداً... وخصوصاً لآلات النفخ (فلوت وكلارينت). وهذه الأسطوانة الكلاسيكية توسّطت أسطوانتي جاز Tumbling up (1999) وIs It so (2005)، فصلت بينهما ستّ سنوات من تراكم الخبرات، فأتى واضحاً الفرق في ماديتهما الموسيقية.
صحيح أنّ نَفَس جويل خوري في كتابة موسيقى الجاز بين العملين لم يتغيّر كثيراً، إلا أنّ التفاهم بين أعضاء فرقة In-version، أثمر ارتجالات أكثر إتقاناً في Is It So . وكذلك على صعيد التأليف، بدت هناك حالة من الميل إلى الهدوء والجمل الأكثر تماسكاً، بعيداً عن التنافس على الظهور بين الآلات. في التركيبة الأولى شارك عزفاً إلى جانب جويل (بيانو) أبرز الأسماء المتعلّقة بموجة الجاز في لبنان: هراتش قسيس (سوبرانو وتينور ساكس)، موريس خوري (باص)، إميل بستاني (درامز)، ونضال أبو سمرا (تينور وباريتون ساكس) الذي حل محلّه في «Is It so!» طوم هورنيغ (تينور ساكس).