محمد محمود
بعد نجاحه في أفلامه الثلاثة الأولى، (نجاح دفع النقاد إلى إطلاق اسمه على المرحلة الكوميدية الجديدة في السينما المصرية)، عانى محمد هنيدي سوء اختياراته خلال السنوات التي تلت «جاءنا البيان التالي».
وكان الفشل الذريع لفيلم «صاحب صاحبه» بمثابة جرس الإنذار، وخصوصاً أن اختيار الممثل الخفيف الظل لفيلم «عسكر في المعسكر» لم يجد نفعاً.
كل ذلك دفع بهنيدي إلى الاستعانة بالمخرج شريف عرفة ليقدم معه عام 2004 «فول الصين العظيم». أعاد العمل إلى صاحبه الكثير من توازنه المفقود، سواء على المستوى النقدي أو الجماهيري. وعلى رغم أن الفيلم حقق إيرادات جيدة، تقدم هنيدي خطوات إلى الأمام، لكنه بقي خلف محمد سعد وعادل إمام. غير أن أزمة اختيار الأفكار التي تصلح لإضحاك الجمهور، لم تنته. هكذا، اضطر الممثل الكوميدي في العام التالي، وبمساعدة المؤلف أحمد عبد الله والمخرج سعيد حامد، للاستعانة بشخصية «المرأة الشعبية» التي قدمها سابقاً على خشبة المسرح. ونسج حول الشخصية قضية فيلم «يا أنا يا خالتي» الذي تناول قصة طالب في معهد الموسيقى يقع في غرام زميلته دنيا سمير غانم. لكن والدتها (فادية عبدالغني)، المهووسة بالتنجيم ترفض الزواج، فيضطر هنيدي إلى تقمص شخصية «الخالة نوسة»، الدجالة التي تقنع الأم بضرورة الزواج والتوقف عن الهوس بأعمال الشعوذة. ولمزيد من الدعاية، استضاف هنيدي هالة سرحان حيث ظهرت كمذيعة ضمن أحداث الفيلم. فيما أطلّت «الخالة نوسة» كضيفة ضمن حلقات أطلقت بها سرحان برنامجها «السينما والصيف» في حزيران (يونيو) عام 2005.
وعلى الرغم من أن إيرادات الفيلم كانت جيدة، شنّ النقّاد هجوماً على هنيدي، واتهموه بعدم المحافظة على الخط الفاصل بين تقديم شخصية المرأة من أجل الكوميديا، والوقوع في فخّ الابتذال.

غداً 21:00 على «روتانا سينما»