«أن تكون جون مالكوفيتش» يعني أن تكون واحداً من أبرز ممثلي هوليوود، وأكثرهم نقاءً وصرامةً، وأن تكون صاحب بصمة صوتية نادرة، ورجل الأدوار الصعبة. يكفي أن تقول مالكوفيتش، لترد إلى ذهنك مشاهد وصور من أعمال سينمائية، طبعت ذائقة هواة السينما عبر العالم، تحمل بصمات هذا المنظّر المسرحي الذي اختارته الشهرة بالمصادفة، والذي يتوجّه هذا العام إلى أهل الخشبة في يومهم العالمي.
ابن السادسة والخمسين، بدأ مسيرته على الخشبة منتصف السبعينيات، قبل أن يمثّل في إنتاجات سينمائية مستقلّة عديدة. نال شهرته العالميّة، واحتفاءً نقدياً واسعاً، بعد دوره في فيلم ستيفن فريرز «علاقات خطرة»، حيث أدى شخصيّة بطل لاكلو الزنديق، الفيكونت فالمون... في «ظلال وضباب» (1991) لوودي آلن مثّل دور مهرّج، وفي رائعة الأخوين كوين «للحرق بعد القراءة» (2008) تقمّص دور خبير مطرود من وكالة الاستخبارات الأميركية، يسبب كارثة بعد كتابة مذكراته... قد يكون هذا الفنان المتمرّس بأدواته، الممثل الوحيد في التاريخ الذي مثّل في فيلم يحمل اسم بطله في العنوان. نقصد شريط «أن تكون جون مالكوفيتش» (1999) لسبايك جونز، وتدور أحداثه داخل دماغ البطل جون مالكوفيتش الذي يؤدي دوره في الحياة.
هذا العام، عهدت «الهيئة الدولية للمسرح» التابع لـ «اليونيسكو» إلى مالكوفيتش مهمّة توجيه رسالة «يوم المسرح العالمي» إلى أقرانه، في سنة اليوبيل الذهبي لانطلاق هذا التقليد. وتوجّه الممثّل إلى أقرانه ببعض الملاحظات والتأمّلات في كلمة مكثّفة تسائل جوهر الفرجة: «فليكن عملكم قويّاً ومميّزاً. فليكن عميقاً، ومؤثّراً، وتأمّليّاً، وفريداً. فليساعدنا على طرح سؤال الجوهر الانساني، ولتكن تلك التأمّلات مسيرة من طرف القلب، والصدق، والبراءة الأولى، والنبل. فلتتجاوزوا الخصومة، والرقابة، والفقر، والعدميّة، التي سيجد بعضكم نفسه مضطراً إلى مواجهتها. فلتبارككم الموهبة والصرامة، لتنورونا عن خفقات القلب الانساني، في كل تعقيداته، وتواضعه، وفضوله، ما يجعل من ابداعكم نتاج حياة… ولتوظّفوا أفضل ما فيكم (…) لطرح السؤال الأساسي، «كيف نعيش؟». أتمنّى لكم من كلّ قلبي أن تجدوا إلى ذلك سبيلاً».

رسالة جون مالكوفيتش في «يوم المسرح العالمي»