إذا كان هناك من فنّان كاريكاتور فضح الأنظمة المستبدّة، والحكام المتواطئين على مصالح شعوبهم، فهو ناجي العلي. من الطبيعي إذاً أن يحوم حنظلة في الجوار، في هذا الربيع المبكّر الذي أعاد إلينا الأمل بالعدالة والحريّة... علماً بأن المبدع الفلسطيني الذي دفع حياته ثمناً لمواقفه القاطعة، لم يفارق الضمير العربي، رغم كاتم الصوت الذي اسكته في تموز (يوليو) ١٩٨٧. لقد آمن ناجي العلي بأن طريق فلسطين تمرّ بالأنظمة العربيّة المتخاذلة والمستبدّة. وها هو المواطن ذو الملابس المرقّعة والعينين المنتفختين قهراً، يقفز من أحد رسومه، وينزل إلى شوارع سيدي بوزيد والسويس وبنغازي، صنعاء والجزائر والمنامة... ليحقق تلك الأمنية. نجله خالد، ذكّرنا بتلك الرسوم التي أرّخت لأحلام جيل ومرحلة، وفتح أرشيفه، ليضع في تصرّفنا مجموعة منها، مدهشة في راهنيّتها. فكّرنا أن ننشرها ـــ بإذن من عائلة ناجي العلي ـــ في هذا اليوم تحديداً، إذ يصادف عشية الذكرى الرابعة لرحيل شريك أحلامه جوزف سماحة. من ناجي إلى جوزف إذاً، وإلى كل المطالبين بالحريّة في هذا الربيع العربي المفاجئ.