الوسيط الألماني باشر المرحلة التنفيذيّة بين إسرائيل وحزب اللّه وسلسلة احتفالات بالمحرَّرين من الناقورة إلى بيروت
في انتظار تبلور التفاهمات التنفيذيّة لقرار الحكومة الإسرائيليّة المصادَقة على اتفاق التبادل مع حزب اللّه، والتي تنصبّ الجهود عليها بقوّة منذ ما بعد ظهر أمس، ظلّ الملف السياسي الداخلي جامداً رغم التوضيحات التي قدّمها العماد ميشال عون بشأن موقفه من الأزمة الحكوميّة، ورغم تعرّضه لمزيد من الحملات التي كانت آخرها أمس، على لسان النائب وليد جنبلاط.
ووسط المراوحة الداخليّة التي تحتاج إلى خطوة لإحياء الاقتراحات الأخيرة لحلّ أزمة تأليف الحكومة العتيدة، قالت مصادر في المعارضة إنّه لن تكون هناك خطوات تراجعيّة عن السقف الأخير، وإنّ التضامن مع العماد عون على حاله. وأشارت المصادر إلى أنّ قيادة المعارضة تناقش الأمر من زاوية الزخم الذي ظهر نهاية الأسبوع الماضي، والعمل لإبقاء الأبواب مفتوحة، وخصوصاً أنّ تصريحات عون أمس أكّدت أنّه صاحب مصلحة في الدخول الى الحكومة وليس العكس.
كذلك فإن الرئيس ميشال سليمان يعمل لتكريس هذا الواقع من زاوية القيام بما يراه مناسباً لملاقاة المعارضة في منتصف الطريق. وهو يتّكل على اتصالات يجريها مع الرئيس المكلَّف فؤاد السنيورة الذي ظلّ صامتاً رغم أنّ بعض زوّاره تحدّثوا عن مراوحة عامّة للوضع عزّزتها مغادرة الرئيس نبيه بري إلى الخارج في إجازة.
وذكرت مصادر مطّلعة أنّه قبل تصريحات عون وبعدها، كانت الاتصالات جارية، وقاد جزءاً كبيراً منها الوزير السابق سليمان فرنجية عبر أحد مساعديه، والنائب علي حسن خليل الذي كان على تواصل مع قيادة حزب اللّه أيضاً. وقد أبلغ البعض أنّ الرئيس بري لم يسافر الى كندا، بل هو في إسبانيا، وهو مستعدّ للعودة فوراً ما إن يبلغ بإنجاز التسوية.
وأكّدت المصادر أنّ النقاش أخذ بالاعتبار أنّ عون لا يريد إقفال الأبواب، وأنه لم يطالب بالعودة الى الحقيبة السيادية بل بقي عند مطلب حقيبة الخدمات، إضافة الى الاتصالات.
وحسب مصادر رسمية، فإنّ رئيس الجمهورية يضغط باتجاه الموافقة على مطلب عون، وهو يحظى بدعم بعض النافذين في فريق الاكثرية، وأنّ هناك توجهاً مقبولاً من حيث المبدأ لتلبية مطالب عون رغم وجود معارضة من مسيحيّي الموالاة، لكنّها معارضة باتت مقتصرة على «القوات اللبنانية». وفي المعلومات، فإنّ «الصفقة»، إذا تمت، سوف تقضي بمنح عون موقع نائب رئيس الحكومة ووزيري الاتصالات والأشغال، ولكنها ستسحب منه حقيبة الشؤون الاجتماعية التي سوف تذهب على الأرجح إلى أحد مسيحيّي 14 آذار، حيث تسعى «القوات» إلى أخذها.
وبحسب المصادر، إذا تمّ التوافق على هذه الصيغة، فسيُصار الى إعلان التشكيلة الحكومية خلال 24 ساعة. ولم تستبعد أن يكون ذلك قبل ظهر الأربعاء من دون إسقاط احتمال إعلانها مساء اليوم.

المراحل التنفيذيّة لتبادل الأسرى

غير أنّ الحدث الذي ظلّ يشغل بال السلطات في لبنان وإسرائيل ودول أخرى، كان ذلك المتّصل بصفقة تبادل الأسرى التي أقرّتها إسرائيل ووافق عليها حزب الله، حيث عُلم أنّ الوسيط الألماني غيرهارد كونراد، باشر سلسلة جديدة من الاتصالات الهادفة إلى تنفيذ الاتفاق، وهو يعدّ ملفاته التي تتضمّن:
الوثائق الملحقة التي تحتاج الى توقيع، وهي تكون عادة بمثابة أوراق منفصلة لا تجمع أبداً توقيع الطرفين على الورقة نفسها، وتتضمّن البنود التفصيلية الخاصة بالأسرى اللبنانيين والأسرى الإسرائيليين، إضافة الى التقارير الأمنية الخاصة بالجهود التي بذلها حزب الله في معرض بحثه عن مصير رون أراد، والتقرير الإسرائيلي الخاص بمصير مفقودين لبنانيين وبمصير الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة.
كذلك يتولى الوسيط الألماني إعداد المراحل التنفيذية التي تتيح له تحديد تاريخ تنفيذ الصفقة، وسط ترجيحات بأن يأخذ الأمر نحو أسبوع على أقل تقدير، وخصوصاً أنّ في إسرائيل إجراءات روتينية مثل توقيع رئيسها على قرار عفو عن سمير القنطار وقرار المحكمة بعدم وجود أي التماس من أي مواطن ضدّ الصفقة أو ضدّ الذين تشملهم، هذا إلى جانب الترتيبات الجارية حالياً في إسرائيل، والخاصة بوضع نحو مئتي شهيد لبناني وفلسطيني ومن جنسيات أخرى، في صناديق خاصة، وإعدادها وفق لوائح تُدرس مع الأمم المتحدة تمهيداً لنقلها الى لبنان يوم التبادل.
ونقلت تقارير إعلامية إسرائيلية عن مصادر أمنية قولها إنّ هناك إمكاناً لأن «يعلن الجيش أنّ أراد قُتل ومكان دفنه غير معلوم». وكشفت عن أنّ «هذا التقدير هو أحد الأسباب التي دفعت الجيش، على خلاف المرات السابقة، إلى عدم معارضة تحرير القنطار، الذي جرى الإصرار على الاحتفاظ به كورقة مساومة، إمّا في مقابل رون أراد، أو للحصول على معلومات تكشف مصيره النهائي».
وبحسب مصادر متابعة، فإنّ الأمر سوف يكون على شكل يوم طويل، حيث ستكون هناك عملية تسليم لأجساد الشهداء بمراسم خاصة تقوم بها وحدات في المقاومة الإسلامية قبل نقلها الى مركز تجمّع طبي قبل إعادة تسليمها الى ذويهم مع برنامج للتشييع يفترض أن يشمل مناطق لبنانية عدة.
ومن جهة ثانية، هناك التحضيرات الخاصة بعملية تسلّم الأسرى المحرَّرين وفي مقدّمتهم سمير القنطار، بحيث بوشر العمل بورشة احتفالية يُفترض أن تواكب المحرَّرين من نقطة الناقورة الى بيروت. كذلك من المفترض أن تُقام احتفالات على طول الطريق، من بينها احتفال في صيدا، قبل الوصول الى بيروت حيث يُرجَّح أن ينظّم حزب اللّه احتفالاً كبيراً يلقي خلاله الأمين العام للحزب السيد حسن نصر اللّه، خطاباً شاملاً يتعلّق بالمناسبة وبمواضيع أخرى. ولم يتم التأكّد مما إذا كان السيد نصر الله سيشارك مباشرة في الاحتفال، أم تنظّم الجهات المعنية لقاءً خاصاً بينه وبين القنطار وبقية الأسرى قبل بدء الاحتفال، ويلقي كلمته من خلال شاشة عملاقة كما جرت العادة في الفترة الاخيرة.
أمّا في شأن البند الخاص بالأسرى الفلسطينيّين، الذين يُفترض إطلاق سراحهم بعد ثلاثة أسابيع من تنفيذ الصفقة، فإنّ الحديث يدور حول «تفاهم غير مكتوب»، بمعنى أنه لا يلزم إسرائيل بآليّة أو بأسماء محدّدة. غير أنّ تل أبيب سوف تراعي في المقابل، الحاجة الى إطلاق سراح معتقلين «حقيقيّين»، وألّا تعمد الى إطلاق سجناء جنائيّين كما فعلت في مرة سابقة. ولا يتوقف حزب الله عند الآلية التنفيذية، وخصوصاً أن في إسرائيل جهات تريد توفير إخراج ولو بالشكل، لناحية جعل أمر إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيّين، هديّة الى القيادة الفلسطينية لا إلى حزب الله.
إلا أنّ رئيس حكومة العدو إيهود أولمرت، تعرّض أمس لمزيد من الانتقادات من جهات سياسية وإعلامية في بلده، حرصت على اعتبار الصفقة بمثابة انتصار جديد لحزب اللّه وإخفاق جديد للحكومة الإسرائيليّة.



قتيلان و8 جرحى في البقاع الشمالي

أدى خلاف فردي في بلدة العين، إلى مقتل رئيفة صالح (52 عاماً) وجرح 5 آخرين، بينهم المختار يوسف جعفر (47 عاماً). وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الخلاف وقع بين شخص من عرسال وآخر سوري، مضيفة أن سيارة عسكرية كانت تقلّ جرحى تعرضت لإطلاق نار قرب النبي عثمان، فردّت العناصر العسكرية بالمثل، ما أدى الى سقوط قتيل وجريح من المهاجمين وجرح عسكريين.