غزة ــ رائد لافي
باتت قوافل الشهداء مشهداً يومياً معتاداً في غزة، التي حضّرت نفسها لدفع ثمن السلام المدعوم عربياً ودولياً، لكنها تشتكي من نفاد الأكفان، وحيث انضم ستة شهداء جدد أمس إلى العشرين الذين سقطوا أول من أمس، فيما لم تكن الضفة الغربية بمنأى عن الإجرام الإسرائيلي، الذي اغتال فيها قائد «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» (التفاصيل).
وما كادت غزة تشيّع شهداء مجزرة حي الزيتون، حتى أتبعتها قوات الاحتلال بمجزرة جديدة راح ضحيتها 5 فلسطينيين، بينهم ثلاثة مدنيين، فيما أدى الحصار إلى استشهاد طفلة بعد العجز عن علاجها.
وأسهم العدوان على غزة في خلق مظهر وحدة بين القطاع والضفة الغربية، اللتين توحدتا في مظاهر الحداد. وأسهم في إجراء أول اتصال تعزية بين الرئيس محمود عباس والقائد في «حماس» محمود الزهار، الذي فقد نجله قبل يومين. وقال مصدر في «حماس» إن عباس والزهار «تبادلا عبارات دافئة بما في ذلك ما يتعلق بالوضع السياسي، وأكدا أن الدم الفلسطيني يوحّد الشعب الفلسطيني رغم كل ما جرى من خلافات». وأضاف أنهما «شدّدا على أن الوحدة الوطنية خيار الجميع».
ورداً على العدوان، أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، وقف أي صفقة لإطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط ووقف التهدئة مع الاحتلال، مطالباً عباس بوقف المفاوضات مع تل أبيب. غير أن المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة رفض ذلك، معتبراً أن «تعليق المفاوضات مع إسرائيل بسبب ما ترتكبه في الأراضي الفلسطينية ليس قراراً فلسطينياً بحتاً بل هو قرار عربي».
إلى ذلك، قال وزير الصحة في حكومة اسماعيل هنية، الدكتور باسم نعيم، إن «أكفان الشهداء والموتى على وشك النفاد من القطاع، بعدما نفد الكثير من الأدوية والمستلزمات الطبية، في ظل التصعيد العسكري الخطير، والحصار وإغلاق المعابر». وحذر من «كارثة صحية وإنسانية ستحول غزة إلى منطقة منكوبة في ظل استمرار العدوان».
واتفقت دمشق وطهران على اعتبار أن جريمة عزة تمّت بضوء أخضر من الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي اختتم من شرم الشيخ أمس جولته الشرق أوسطية الأولى بتجديد تفاؤله بإمكان إبرام اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما رأى الرئيس المصري حسني مبارك أن «القضية الفلسطينية هي القضية المحورية في المنطقة».