سارعت السلطة الفلسطينية، مع تأمين الغطاء العربي لها للدخول في مفاوضات مباشرة، إلى طلب عقد لقاء متدنّي المستوى مع إسرائيل برعاية أميركية للتباحث في شروط البدء بمفاوضات مباشرةكشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس عن اتصالات تجريها الإدارة الأميركية، بناءً على طلب فلسطيني، مع إسرائيل لعقد لقاء ثلاثي بمستوى متدنّ للتباحث في شروط البدء بمفاوضات مباشرة وأجندة هذه المفاوضات، في وقتٍ أكد فيه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن تحديد مرجعية المفاوضات ووقف الاستيطان هو الضمان الوحيد لنجاح المفاوضات المباشرة.
وأوضحت صحيفة «هآرتس» أن من المتوقع مشاركة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، ومبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي الخاص بنيامين نتنياهو، المحامي يتسحاق مولخو، ورئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، في اللقاء الثلاثي المزمع عقده. وقالت الصحيفة إنه في حال موافقة إسرائيل على الاقتراح، فإنه يتوقع انعقاد اللقاء الأسبوع المقبل ولدى عودة ميتشل إلى المنطقة، ولا سيما أن الادارة الأميركية لا تعارض عقده في ظل الموافقة الإسرائيلية.
ووفقاً لـ«هآرتس»، فإن الفلسطينيين مهتمون بأن يتم خلال اللقاء البحث في تحديد أساس ومصادر وصلاحيات المفاوضات المباشرة إلى جانب جدول أعمالها وجدولها الزمني، فضلاً عن البحث في مستقبل تجميد البناء في المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
ورأت «هآرتس» أن الفلسطينيين يسعون من خلال عقد اللقاء الثلاثي إلى إظهار حدوث تقدم نحو المحادثات المباشرة أمام الإدارة الأميركية من دون استئناف المفاوضات بالكامل، ومن دون عقد لقاء علني ومصوّر بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
بدوره، يدرس نتنياهو الاقتراح، رغم أنه يفضل عقد لقاء مباشر بينه وبين عباس، يمكّنه من إظهار تحقيق إنجاز سياسي يتمثل باستئناف العملية السياسية التي لا تزال في حالة جمود منذ عام ونصف عام تقريباً.
بلديّة القدس المحتلة تصدّق على بناء 40 وحدة استيطانيّة جديدة
ولفتت «هآرتس» إلى أن نتنياهو يُظهر موافقته على تحديد جدول زمني لإنهاء المفاوضات خلال عام، وعلى بحث قضايا الحل الدائم وهي القدس والمستوطنات والحدود واللاجئين والأمن، موضحةً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد إجراء معظم المحادثات بينه وبين عباس وأن يتم تطبيق الاتفاق في حال التوصل إليه على مراحل وعلى مدار سنوات عدة.
وفي السياق، أكد ياسر عبد ربه، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أمس، أن تحديد مرجعية المفاوضات ووقف الاستيطان هو الضمان الوحيد لنجاح المفاوضات السياسية المباشرة تزامناً مع ترحيبه بقرارات لجنة المتابعة العربية. ولفت إلى أن الحديث عن مفاوضات مباشرة بدون إرفاقها بالتزامات بالنسبة إلى وقف الاستيطان والتزامات بالنسبة إلى وضوح مرجعيات العملية السياسية يستهدف أن تكون المفاوضات دائرة في فراغ تام وتلقى مصير العديد من الجولات السابقة التي وصلت إلى طريق مسدود.
ورأى عبد ربه أن المواقف الصادرة عن نتنياهو وحكومته بشأن الاستمرار في الاستيطان، تستهدف تقويض الجهود الدولية الساعية إلى إطلاق مفاوضات ذات مضمون إيجابي وقابلة للنجاح، وذلك بالتزامن مع كشف حركة «السلام الآن» الإسرائيلية عن بناء الحكومة الإسرائيلية 603 وحدات سكنية في المستوطنات منذ الإعلان عن تجميد الاستيطان.
وفي إجراء استيطاني آخر، صدّقت بلدية الاحتلال في مدينة القدس على بناء 40 وحدة سكنية جديدة في الحي الاستيطاني بسغات زئيف مزراح، ما وراء الخط الأخضر. وبحسب التقارير الإعلامية الإسرائيلية، فإن الوحدات الأربعين موزعة على أربعة مبان، كل منها تحتوي على وحدات استيطانية. كما أن هذه المباني هي جزء من مشروع لبناء 220 وحدة استيطانية في المنطقة، لكنه جرى تأجيلها في السابق خشية توتير العلاقات مع الولايات المتحدة، ولا سيما أن الحديث يدور حول مشروع استيطاني ضخم شرق «الخط الأخضر». وتم التصديق في المرحلة الأولى، على بناء 32 وحدة استيطانية قبل أسبوعين تقريباً، فيما جرى أمس التصديق على 40 وحدة استيطانية جديدة.
في هذه الأثناء، دعا الملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، المجتمع الدولي إلى ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق تقدم ملموس في عملية السلام. ونقل وزير الثقافة والإعلام السعودي، عبد العزيز خوجة، عن الملك السعودي دعوته إلى «ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق تقدم ملموس في عملية السلام يضمن استعادة جميع الحقوق العربية، وخصوصاً حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني».
من جهته، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية محمد صبيح إنه لا ليس هناك إشارات إيجابية على قرب إحراز تقدم في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، رغم موافقة العرب على مطالب واشنطن بالانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى المباشرة، معتبراً أنه «يجب من هذا المنطلق على العرب إعادة ترتيب أوراقهم ترتيباً جيداً».
وطالب صبيح بالضغط على الجانب الأميركي، وخصوصاً في موضوع الاستيطان، عن طريق تنشيط الاتصالات العربية مع الولايات المتحدة على كل المستويات، لافتاً إلى أن «السؤال موجه للإدارة الأميركية أين إجراءات الثقة التي يتحدثون عنها؟».
(الأخبار، يو بي آي)