h1>تظاهرات «مليونيّة» تأييداً للنظام... وموسوي وكروبي ملاحقان قضائيّاًمع استمرار الاضطرابات وحملات الاعتقال في إيران لقوى المعارضة، يواجه النظام الإسلامي ضغوطاً قوية من الخارج، قد تصل إلى ذروتها مع بداية العام الجديد، حين تنتهي المهلة التي تقول الإدارة الأميركية إنها أعطتها لطهران من أجل الموافقة على مطالب الدول الست
طافت شوارع طهران أمس تظاهرات شعبية ضخمة دعا إليها المحافظون، للتنديد بـ«منتكهي المقدسات الدينية» في يوم عاشوراء وتجديد الولاء للنظام الإسلامي والولي الفقيه، فيما تعدّ إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما رزمة عقوبات جديدة على إيران تشمل عناصر ومسؤولين في الحكومة، بينهم متّهمون بارتكاب أعمال قمع عنيفة خلال التظاهرات الأخيرة.
وقال مسؤولون أميركيون إنهم «يسعون إلى أن تقتصر العقوبات الجديدة على أشخاص ومؤسسات محددة، وتفادي عزل الشعب الإيراني وتجنيبه أي آثار سلبية قد تتركها تلك العقوبات». وأضافت صحيفة «واشنطن بوست» أن «مؤسسة الحرس الثوري ستدرج على لائحة الأهداف المحتملة للعقوبات».
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن إدارة أوباما «لا تجد مصلحة مهمة لها في إقرار مشروع قانون يجري تداوله في مجلس الشيوخ يدعو إلى فرض عقوبات على الشركات التي تزوّد إيران بالنفط المكرر، أو تستثمر في قطاع الطاقة الإيراني».
وقال المسؤول الأميركي «إن اهتمامنا منصبّ على ترك الباب مفتوحاً» أمام إقامة حوار مباشر مع إيران في المستقبل، مشيراً إلى أن «الهدف من أي عقوبات إضافية هو دفع الحكومة الإيرانية إلى طاولة المفاوضات، بدلاً من معاقبتها بشأن برنامجها النووي، وتعاملها مع شعبها».
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله «لم ننجذب قط إلى فكرة محاولة جعل العالم برمّته يحاصر اقتصادهم»، مضيفاً أن «على الأميركيين أن يكونوا حاذقين، لأن عزل الشعب الإيراني له تأثيره على المسألة؛ إما أن يُخطّئوا نظامهم أو أن يلقوا باللوم على أميركا».
من جهة ثانية، أفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن التظاهرات المؤيّدة للحكومة، التي خرجت أمس للتنديد بـ«الأعمال الغوغائية التي قام بها أنصار المعارضة في يوم عاشوراء الأحد الماضي، انطلقت من ست مناطق رئيسية في طهران وتوجهت إلى ساحة الثورة، و«شارك فيها الملايين من أبناء العاصمة من مختلف الشرائح».
وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إن مسيرات المعارضة في يوم عاشوراء «مهزلة مثيرة للاشمئزاز». وخاطب نظيره الأميركي، في تصريح عقب جلسة لمجلس الوزراء، قائلاً «أنصح السيد أوباما وبعض قادة الدول الأوروبية بأن يتّعظوا من مصير أولئك الذين حكموا قبلهم، وألا يظنوا أن في إمكانهم الإخلال بصفوف الشعب الايراني من خلال افتعال الضجيج».
أمّا رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، فقد اتّهم بعض الدول العربية بتقديم المساعدة سراً إلى إسرائيل، كذلك اتهم الرئيس الأميركي بدعم المتظاهرين في إيران.
وقال لاريجاني إن «بعض الدول العربية تقدم المساعدة للكيان الصهيوني في الخفاء»، مشيراً إلى أن هذه الدول «ليست حيّة وليس لها أيّ ثقل، فهذه الدول موجودة في الساحة ما دام الآخرون يستفيدون من أموالها».
وفي السياق نفسه، قال وزير الداخلية مصطفى محمد نجار، إن هناك مخططاً أجنبياً وغربياً بشأن «اختلاق» قتلى في يوم عاشوراء، مضيفاً أن سبب مقتل أحد الأشخاص في هذا اليوم هو اغتياله بسلاح «نادر خاص» في مكان بعيد عن التظاهرات، حسبما تبيّن من التحقيقات.
وهدّد قائد قوى الأمن الداخلي العميد أحمدي مقدم بأن «المشاركين في المسيرات غير الشرعية سيواجهون معاملة أقسى، وستتصدى لهم السلطة القضائية بحزم أكبر»، مؤكداً أن «مرحلة التسامح انتهت».
وقال قائد الشرطة إن أكثر من 500 متظاهر اعتقلوا الأحد الماضي، ولا يزال 300 منهم موقوفين، مشيراً إلى أن «هيئات أخرى مثل وزارة الاستخبارات والباسيج (التعبئة) قامت باعتقالات والعدد النهائي سيعلن في وقت لاحق». وأضاف أن المشاغبين جرحوا «120 شرطياً، وأن ستين منهم لا يزالون في المستشفيات».
من ناحيته، أعلن النائب العام الإيراني غلام حسين محسني ايجائي، خلال اجتماع مغلق للبرلمان، أن رئيس حزب طريق الأمل الأخضر مير حسين موسوي وأمين حزب اعتماد مللي مهدي كروبي «وقادة آخرين للفتنة باتوا ملاحقين قضائياً».
من جهة أخرى، نفت طهران تقريراً نشرته وكالة «أسوشييتد برس» عن اتفاق مفترض أن تتوصل إليه قريباً مع كازاخستان، يتعلق باستيراد 1350 طناً من خام اليورانيوم المنقّى. ووصفته بأنه «لا أساس له من الصحة». أما كازاخستان، فقد امتنعت عن الإجابة عن أسئلة بشأن هذا الموضوع، مكتفية بتأكيد احترامها مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
(الأخبار، مهر، إرنا، أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)