رفضت مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن، سوزان رايس، التعليق على العرض الإيراني، الذي سلّمه وزير الخارجية منوشهر متكي لممثلي الدول الست في طهران، مكتفية بالقول «سندرسها بعناية»
نيويورك ــ نزار عبود
أكدت المندوبة الأميركية، رئيسة مجلس الأمن الدولي لهذه الدورة، سوزان رايس، أن رد بلادها على رزمة المقترحات الإيرانية التي سلّمتها طهران أمس إلى مندوبي الدول الست وأوروبا، سيكون «بالتنسيق مع أعضاء مجلس الأمن في إطار مجموعة 5+1». وأعربت عن الأمل في أن تتضمن الاقتراحات تجاوباً مع العرض الذي قدمته المجموعة من قبل.
وعقب اجتماع للجنة العقوبات بشأن إيران، قالت رايس «نأمل، ولا يجب أن أقول أتوقع، أن تتضمن تلك المقترحات، استجابة جدية وملموسة لمقترحات مجموعة 5+1. كذلك سندرس مضمونها بعناية، ثم نتشاور مع زملائنا في المجموعة، ونقدم رداً منسقاً معهم».
وعن سفينة السلاح الكورية المحتجزة في الإمارات، التي قيل إنها كانت متوجهة إلى إيران، نفت رايس أن يكون النقاش قد تطرق إليها لأنها «ليست متصلة بالقرار 1737». ورفضت التكهن بشيء بشأن المقترحات التي يمكن أن تقدمها إيران.
وكان أعضاء مجلس الأمن الدولي قد استمعوا أمس في جلسة مشاورات مغلقة إلى تقرير رئيس لجنة العقوبات على إيران بموجب القرار 1737، الذي قدمه مندوب اليابان. يوكيو تاكاسو. واتسم التقرير بالاقتضاب الشديد.
وعبرت الدول الثلاث الدائمة العضوية (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) عن ضرورة أن تلتزم إيران بكل القرارات السابقة وهي 1737 و1747 و1803. وطرحت فرنسا فكرة إصدار بيان من المجلس ينتقد قضية سفينة الأسلحة المحتجزة في الإمارات، لكن طلبها جوبه بالرفض. وعارضت روسيا والصين أي تحريك لقضايا مثيرة للجدل مع إيران في الظرف الراهن. ورأتا أن المرحلة تقتضي انتظار مقترحات طهران بشأن التسوية حول برنامجها النووي.
وفي طهران، سلّم وزير الخارجية منوشهر متكي، ممثلي روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وسفيرة سويسرا المكلفة تمثيل المصالح الأميركية لدى إيران، نسخاً عن المقترحات الإيرانية. وجرى توزيع الوثائق خلال حفل قصير جرى في وزارة الخارجية.
في الوقت نفسه، سلّم مندوب إيران لدى بروكسل، علي أصغر سلطانية، حزمة المقترحات إلى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا. وتقول إيران إن مقترحاتها تعالج «عدة قضايا عالمية» وتمثل «فرصة جديدة للمحادثات والتعاون».

موسوي يدعو أنصاره إلى تفادي الاستفزاز: نتوقع أياماً عصيبة
من جهة ثانية، رأى رئيس أركان الجيوش الإيرانية، حسن فيروز آبادي، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما «له نظرة أكثر واقعية» من سلفه بشأن ملف إيران النووي. وقال إن «إيران تسعى فقط إلى تطوير برنامج نووي سلمي، ويبدو أن هناك نظرة أكثر واقعية مع أوباما. وأن الرسالتين اللتين وجّههما أوباما في الأشهر الستة الماضية خير دليل على ذلك».
في الشأن الداخلي، دان زعيم حزب «درب الأمل الأخضر» المعارض، مير حسين موسوي، اعتقال عدد من المعارضين، معرباً عن قلقه من «حوادث أكثر خطورة» قد تلمّ بإيران.
وطلب موسوي من أنصاره، في بيان نشر على موقعه الإلكتروني، «ضبط النفس» وتفادي «الاستفزازات»، مشيراً إلى اعتقال معاونه علي رضا بهشتي، ورئيس بلدية طهران السابق مرتضى الفيري. وقال إن «اعتقال أشخاص مثل بهشتي يعني أن علينا توقّع حوادث أكثر خطورة»، مضيفاً «نتوقع أياماً عصيبة». وأوضح «إنهما في السجن، فيما المسؤولون عن الجرائم الأخيرة (التي ارتكبت بحق متظاهرين أو سجناء) لا يزالون أحراراً».
وكانت السلطات الإيرانية قد أغلقت مكاتب «جمعية الدفاع عن المعتقلين» برئاسة عماد الدين باقي، المقرّب من الإصلاحيين، وصادرت وثائق ومعدات للجمعية التي ألّفها موسوي للنظر في ملفات المتظاهرين المعتقلين خلال الأحداث الأخيرة.