احتفلت بيونغ يانغ أمس، بـ«عيد الشمس»، ذكرى مولد مؤسسها كيم إيل سونغ، في أجواء أقل ما يقال عنها أنها حامية، غداة إعلانها الانسحاب من المحادثات بشأن برنامجها النوويبدأت كوريا الشمالية أمس بتنفيذ تهديداتها، مع إعادة تشغيل محطة يونغ بيون للطاقة النووية، في وقت أعلنت فيه سيول تأجيل إعلانها الانضمام إلى مبادرة منع الانتشار النووي، الذي كان مقرراً اليوم. وكشف دبلوماسي مقرب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اشترط عدم الكشف عن اسمه، أن «المفتشين أزالوا الأختام (التي وضعتها الوكالة) وأداروا كاميرات المراقبة إلى الجدران» في موقع يونغ بيون النووي، وهم يستعدون لمغادرة البلاد. وكانت الوكالة قد أعلنت، في بيان صادر عن المتحدث باسمها مارك فيدريكير، أنه أول من أمس طُلب من مفتشي الوكالة مغادرة كوريا الشمالية.
في هذا الوقت، نقلت «يونهاب» عن وزير الوحدة في سيول، هيون إين تيك، قوله «إن استكمال بناء مفاعل يونغ بيون يتطلب أموالاً هائلة مقارنة بالقدرة الاقتصادية لكوريا الشمالية، نعتقد أنه ليس لديها الآن القدرة للقيام بذلك بطريقة طبيعية».
وفي السياق، ذكرت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء نقلاً عن رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الروسية سيرغي كيريينكو، قوله إن بلاده لا تجري أي مفاوضات مع كوريا الشمالية بشأن المساعدة في بناء مفاعل نووي. وأوضح قائلاً: «إننا لا نعمل معهم، لأن لدينا قيوداً مشددة، تنص على الاقتصار على العمل مع البلدان الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فضلاً عن أننا من الموقعين على معاهدة منع انتشار السلاح النووي».
أما وكالة الأنباء اليابانية «كيودو»، فقد نقلت عن الأمين العام للحكومة اليابانية تاكيو كازامورا دعوته كوريا الشمالية إلى الإصغاء إلى رأي المجتمع الدولي والعودة إلى طاولة المحادثات السداسية. ورداً على سؤال عن تعليقات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي لمّحت إلى إمكان حصول محادثات مباشرة بين واشنطن وبيونغ يانغ، قال كاوامورا إنه لا يعرف شيئاً عن النيات الأميركية، غير أنه شدد على ضرورة أن يكون «الأساس» هو المحادثات السداسية. إلى ذلك، أعلنت سيول تأجيل إعلانها الانضمام إلى مبادرة منع الانتشار النووي، وسط شكوك بأن التأجيل عائد إلى أنها قد تكون تعيد النظر في قرارها، آخذة في الاعتبار القضايا المعلّقة مع بيونغ يانغ. وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب)، نقلاً عن الناطق باسم وزير الخارجية مون تاي يونغ، قوله في مؤتمر صحافي، إن «الحكومة لن تعلن انضمامها إلى المبادرة». غير أن مون لم يعط أي أسباب للتأجيل، واكتفى بالقول إن الحكومة لم تنه بعد الإجراءات الداخلية والاستشارات مع الدول المعنية.
(يو بي آي، أ ف ب)