strong>نصّب الرئيس الجديد ديميتري ميدفيديف أمس رئيساً ثالثاً لروسيا الاتحادية خلفاً لفلاديمير بوتين، متعهداً مواصلة السياسات التي اعتمدها سلفه، الذي رشّحه أمام مجلس الدوما لتولي منصب رئاسة الوزراء
أعلنت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» أن ديميتري ميدفيدف «تسلّم مهمات منصبه رئيساً لروسيا الاتحادية في مراسم أجريت في الكرملين أمس»، موضحة أنه «أدّى يمين الولاء للدستور على النسخة الخاصة المحفوظة في مكتبة الكرملين، بحضور نحو 2400 ضيف رفيع المستوى من روسيا ومختلف بلدان العالم».
وأكد الرئيس الروسي الجديد، في خطاب القسم، أنه سيحترم ويحفظ حقوق الإنسان والمواطن وحرياته، معلناً التزامه الدستور وحمايته، متعهداً الدفاع عن سيادة واستقلال وأمن ووحدة الدولة، بما يخدم مصالح الشعب بإخلاص. ووصف مهمة تطوير الحريات المدنية والاقتصادية وتوفير إمكانات مدنية جديدة بأنها من «المهمات الرئيسية بالنسبة إليه»، قائلاً إن «حقوق وحريات الإنسان من أعلى القيم، وهي تحدّد معنى نشاط الدولة». ووعد بأنه سيعمل بكل ما يملك من قوة كـ«رئيس وإنسان»، مؤكداً على ضرورة تحقيق الاحترام الكامل للقانون، ومتعهداً مواصلة السياسات التي اعتمدها بوتين.
وأضاف ميدفيديف «سأشدّد على الدور الأساسي للقانون، يجب أن نحصل على احترام حقيقي في هذا المجال». وشدّد على تعهده «بجعل الحياة «مريحة وآمنة»، عدا عن تطوير الصناعة والزراعة، ودعم التكنولوجيات الجديدة وجذب الاستثمارات».
من جهته، قال بوتين في مراسم تنصيب ميدفيدف، «أتمنى التوفيق والنجاح له في منصب رئيس روسيا الاتحادية»، مشدّداً على أن «مهمة الحفاظ على روسيا أعلى واجب وطني». وأشار إلى أنه «التزم مبدأ الحفاظ والحرص على روسيا طوال فترة عمله رئيساً لروسيا، وسيبقى ملتزماً ذلك طوال حياته».
وشدّد بوتين على «أهمية أخلاقية والتزام السلطة بالنسبة إلى كسب ثقة الشعب»، معتبراً أن ذلك «لا يقل أهمية عن الكفاءة والمعارف المهنية»، قائلاً إنه لم يخلف الوعود التي أعلنها سابقاً.
وبعدما قدمت الحكومة الروسية برئاسة فيكتور زوبكوف استقالتها إلى الرئيس الجديد بعد مراسم تنصيبه اليوم، اقترح الرئيس الروسي الجديد على البرلمان تعيين بوتين رئيساً للوزراء كما أعلن الجهاز الصحافي للكرملين.
ومن المقرّر أن يعلن مجلس الدوما (النواب في البرلمان)، الذي يسيطر حزب روسيا الموحدة بزعامة بوتين على ثلثي مقاعده، موقفه من ترشيح رئيس الوزراء الجديد اليوم. وأعلن المكتب الإعلامي للدوما أنه من المنتظر أن يلتقي بوتين في الكرملين زعماء الكتل والتجمعات البرلمانية، قبل أن ينظر الدوما في ترشيحه.
وبعد قسمه اليمين، توجه ميدفيديف وبوتين إلى ساحة الكنائس حيث بارك بطريرك روسيا الرئيس الجديد. وكان رئيس اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا فلاديمير تشوروف قد سلّم، بموجب صلاحياته، الرئيس المنتخب ميدفيديف في الكرملين أمس هوية رئيس روسيا الاتحادية. ويختتم ميدفيديف مراسم تولّي مقاليد السلطة باستعراض الحرس الرئاسي.
وعلى صعيد التوتّر الأبخازي ـــــ الجورجي، اتهم الوزير الجورجي المكلّف شؤون أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية تيموري ياكوباشفيلي روسيا بدفع جورجيا إلى الحرب، قائلاً «نحن نحاول تجنّب حرب مع روسيا».
أما المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو، قالت من جهتها أن «الولايات المتحدة تدعو الحكومة الروسية إلى إعادة تأكيد التزامها احترام وحدة وسيادة أراضي جورجيا، والعودة عن الإجراءات الأحادية التي اتخذت في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية».
في هذا الوقت، اتهم آخر رؤساء الاتحاد السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف الولايات المتحدة أمس، بإعداد «مؤامرة إمبريالية» ضدّ روسيا، والسعي إلى نقل دائرة تأثيرها إلى حدودها، محذّراً من أنها قد تدفع العالم إلى حرب باردة جديدة. ونوّه بأن بوتين «يمكن أن يستمر في إدارة السياسة الخارجية لروسيا ويترك ميدفيديف يركز على الشؤون الداخلية».
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز)