بعد أقل من 24 ساعة على إقدام سلطات الاحتلال على محاولة هدم طريق باب المغاربة المحاذي للمسجد الأقصى، وما أثاره من ردود فعل شعبية وسياسية فلسطينية، سمحت إسرائيل لعالمي آثار بمواصلة التنقيب في منطقة “الحوض المقدس” في القدس الشرقية رغم أنهما لا يملكان تصريحاً بتنفيذ حفريات في المكان.وأفادت صحيفة “هآرتس” أمس بأن حفر نفق تحت “مدينة داوود” في حي سلوان المحاذي للبلدة القديمة في القدس المحتلة، استمر أشهراً عديدة بتصريح من “سلطة الحدائق الوطنية” الإسرائيلية المسؤولة عن الموقع بموجب القانون الإسرائيلي ومن ضمن خطة عمل لتطوير الموقع.
ورغم ذلك، سمحت السلطات الإسرائيلية لعالمي الآثار الإسرائيليين البروفيسور غابي رايخ وايلي شوكرون بمواصلة حفر 100 متر إضافية في الموقع “لغرض فحص المكان”.
ويحفر العالمان الإسرائيليان في الموقع منذ عشر سنوات وبلغ طول النفق 30 متراً بزعم اكتشاف مقطع من طريق مركزية منذ عهد الهيكل الثاني.
وسلّمت “سلطة الحدائق الوطنية” الموقع قبل سنوات إلى جمعية “إلعاد” اليهودية الاستيطانية التي تعمل أيضاً على إقامة بؤر استيطانية في قلب الأحياء العربية بهدف تهويد القدس الشرقية. وتموّل هذه الجمعية أعمال الحفريات في حي سلوان.
ودعت جمعية “إلعاد” في الأشهر الأخيرة من عام 2006 مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية إلى منطقة الحفريات وأطلعتهم على مخطط لمواصلة حفر النفق حتى باب المغاربة وربما أيضا حتى الحرم القدسي.
ويبعد باب المغاربة عن موقع الحفريات في سلوان مسافة 600 متر ويقع قرب حائط البراق الواقع غرب المسجد الأقصى.
وقالت “هآرتس” إن المسؤولين في جمعية “إلعاد” الاستيطانية أبلغوا المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية أنهم يعتزمون حفر النفق وتتبّع الطريق التي يدّعون أنها طريق أثرية يعود تاريخها إلى فترة الهيكل الثاني، آملين أن تقود في النهاية إلى الحرم القدسي.
وحذرت “هآرتس” من أن الحفريات، التي تسعى للوصول إلى منطقة الحرم القدسي، قد تؤدي إلى اندلاع مواجهات، وخصوصاً في ضوء تأكيدات الوقف الإسلامي في القدس المحتلة أن إسرائيل تنفذ حفريات تحت الحرم القدسي.
إلى ذلك، أوصى رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت أمس بتكثيف الجهود الدبلوماسية لوقف أي تهديد للمسجد الأقصى بعد قيام اسرائيل بحفريات قرب المسجد.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن المتحدث الرسمي باسم الحكومة ناصر جودة قوله إن الحكومة الاردنية عقدت اجتماعاً لبحث التحذير الذي أطلقه الملك الأردني عبد الله الثاني من المساس بالأقصى.
وطلب البخيت الى المختصين في الجهات الحكومية المعنية بمتابعة الموضوع و“تكثيف الجهود عبر كل القنوات المتاحة، وبشكل خاص الدبلوماسية، لدرء أي تهديد أو مساس بسلامة أو هوية المسجد الأقصى المبارك”.
وكان مجلس النواب الأردني قد استنكر، في بيان أمس، اعتداءات اسرائيل على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس و“مخططاتها الرامية الى تغيير طابعها وطمس معالمها العربية والاسلامية”.
ودعت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن إلى عقد جلسة طارئة لوزراء الخارجية العرب ودول المؤتمر الإسلامي لبحث الوضع في فلسطين والأخطار التي تهدد القدس وإنقاذ المسجد الأقصى.
وقالت الجماعة، في بيان لها، “إن التهديد الصهيوني للمسجد الأقصى اقترب من قبة الصخرة في محاولة بناء كنيس يهودي في مواجهتها، وتعددت وسائل التهويد والتهديد للمسجد الأقصى في محاولة أخرى لإقامة مشروع سياحي تحت أرضيته، تمهيداً لتملك حوض القدس كله بتشويه التاريخ، وتزوير الحقائق، وفرض الأمر الواقع، وتغيير التميز المعماري للمدينة، بعدما تم التغيير في واقعها الديموغرافي، بإقامة الأحياء اليهودية العديدة، وتحويل سكانها العرب إلى أقلية”.
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)