رام الله ـ سامي سعيد
بعد الحصار والإغلاق وحالة العزل التي يعيشها عن باقي الأراضي الفلسطينية، بات قطاع غزة مهدداً بـ«الظلام»، بعد نفاد الوقود الذي يغذي محطة الكهرباء الوحيدة فيه، في وقت بلغت فيه حال الانقسام الداخلي الفلسطيني المعتقلات الإسرائيلية، فيما استشهد مقاومان برصاص الاحتلال في الضفة الغربية.
وأعلن مدير محطة كهرباء غزة رفيق مليحة أمس أنّ ثلاثة مولّدات من أصل أربعة ستتوقّف عن العمل بسبب نقص الوقود، فيما ستعمل المحطة بمولّد واحد فقط. وحذّر، في مؤتمر صحافي في مدينة غزة، من أنّ أوضاع تزويد الكهرباء في غزة ستشابه إلى حدٍّ كبير الأوضاع التي سادت عندما قصفت طائرات الاحتلال محطّة الكهرباء صيف عام 2006.
وقال مليحة إنّ «ما مجموعه 30 في المئة من مجمل ما يتم تزويده لقطاع غزة سيفقد، ما يعني توقف العديد من المنشآت والمحطات والمشافي والمؤسسات العامة». وأضاف: «توجد خزانات احتياطية سعتها 20 ألف ليتر، لكن منذ عام تقريباً، تورِّد سلطات الاحتلال الوقود بصورة يوميّة، ولا يوجد مخزون استراتيجي، وقد راسلنا جميع الجهات المختصة بهذا الشأن من دون فائدة».
وبالفعل أفاد مراسل وكالة «فرانس برس» أن التيار الكهربائي قطع عن أجزاء كبيرة من مدينة غزة وشمال القطاع، فيما بقيت التغذية على حالها في الجنوب. وفي السياق، حمّل رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية أمس الولايات المتحدة وإسرائيل بالإضافة إلى أطراف فلسطينية مسؤولية الحصار المفروض على قطاع غزة.
وقال هنية، في أعقاب أدائه صلاة الجمعة في أحد مساجد مدينة غزة: «اليوم تشن حرب شاملة على الشعب الفلسطيني عامة وعلى أهلنا في قطاع غزة خاصة، وللأسف الشديد (فإن) إغلاق المعابر والتضييق على الناس وعدم إدخال المواد الخام ومواد التصنيع للإنتاج المحلي سببه موقف فلسطيني إلى جانب الموقف الإسرائيلي الأميركي».
من جهة ثانية، وصل الانقسام الفلسطيني إلى داخل المعتقلات الإسرائيلية. وقال أسرى من حركة «فتح» و«الجهاد الإسلامي» والجبهتين الشعبية والديموقراطية وجبهة التحرير العربية في سجن بئر السبع المركزي أمس إن قيادة «حماس» قامت بعزل عناصرها عن بقية الأسرى.
وأشار الأسرى، في بيان: «نشعر بأن الأخطار والمؤامرات التي تحاك ضد شعبنا في ساحات الوطن بدأت تفرض نفسها علينا في سجون الاحتلال، عبر قيام قيادة حماس بعزل عناصرها ونفسها، وبالتالي عن الكل الوطني وعملها على تكريس الفصل في سجون الاحتلال تحت عنوان أوامر قادتها القاضية بعدم العيش مع أسرى منظمة التحرير الفلسطينية».
ميدانياً، أعلنت مصادر أمنية فلسطينية وأخرى طبية أن المقاوم من حركة «الجهاد الإسلامي» نور مرعي (19 عاماً) والناشط في «كتائب أبو عمّار» محمود عاشور (20 عاماً) استشهدا أمس خلال توغل للجيش الإسرائيلي في منطقة جنين في شمال الضفة الغربية.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي اعتقل أمس أربعة فلسطينيين حاولوا اجتياز السياج الحدودي بالقرب من مستوطنة «ناتيف هعستراه» الواقعة شمال معبر إيرز (بيت حانون) شمال قطاع غزة.