يحيى دبوق
ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن الأمم المتحدة تدرس نشر الخرائط التي أنجزتها كاملة عن مزارع شبعا المحتلة، تمهيداً لمطالبة تل أبيب بالانسحاب منها، فيما حمّلت إسرائيل «دولة لبنان» المسؤولية عن إطلاق صواريخ الكاتيوشا، وتبلغت من مسؤولين في «اليونيفيل» عدم نيتهم العمل ضد عمليات كهذه في المستقبل لكونها خارجة عن المهام الموكلة إليهم

ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس، أن الأمم المتحدة انتهت تقريباً من إعداد خرائط لمنطقة مزارع شبعا وتدرس إمكان نشر هذه الخرائط والضغط على إسرائيل للانسحاب من هذه المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، «سيقدم في نهاية الشهر الجاري تقريراً إلى مجلس الأمن الدولي عن تطبيق القرار 1701، وأن المسؤولين في الأمم المتحدة مترددون في تضمينه الخرائط المنجزة للمزارع، وإطلاق، من خلال ذلك، عملية انسحاب إسرائيل من المنطقة المتنازع عليها».
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة قوله إن الدول المشاركة في قوات اليونيفيل تضغط على بان كي مون كي يطرح قضية مزارع شبعا مجدداً على جدول أعمال المنظمة الدولية.
لكن الأمم المتحدة، بحسب «هآرتس»، تسعى إلى التوصل إلى تفاهم مسبق مع إسرائيل لكي تمنع نشوء وضع ترفض إسرائيل فيه الانسحاب بادعاء وجود مشاكل سياسية داخلية، الأمر الذي سيضعف مكانة رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت قد التقى بان في نيويورك أمس ودعاه إلى توسيع تفويض قوات اليونيفيل في جنوب لبنان ليشمل الانتشار على الحدود اللبنانية ــــــ السورية بذريعة العمل على منع تهريب السلاح عبرها إلى حزب الله. وطالب بأن تكثف اليونيفيل نشاطها الميداني بحيث يتضمن الدخول إلى القرى اللبنانية الجنوبية بحثاً عن سلاح المقاومة، وعدم الاكتفاء بفعل ذلك خارج القرى.
وبحسب «هآرتس»، فقد وعد بان أولمرت بدراسة طلبه قبل تقديم تقريره لمجلس الأمن الدولي.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «معاريف» أمس، أن مسؤولين في اليونيفيل أبلغوا جهات سياسية وعسكرية إسرائيلية عدم وجود نية لديهم للعمل على إحباط عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. وقالت إن المسؤولين في قوات الطوارئ الدولية أوضحوا أنهم لا يعتزمون «إطلاق النار نحو خلايا المخربين التي تحاول إطلاق الكاتيوشا نحو اسرائيل، لأنهم لا يملكون تفويضاً أو وسائل قتالية ملائمة لهذا النوع من العمليات الميدانية».
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي اسرائيلي رفيع المستوى قوله، رداً على ذلك، إن «التفويض المعطى لليونيفيل وتعليمات اطلاق النار تتيح لقائدها الجنرال غراتسيانو إصدار أوامر لجنوده لاتخاذ وضعيات قتالية في مواجهة العمليات الارهابية». وأضاف «نحن نتوقع من اليونيفيل أن تمارس تفويضها وأن تستخدم قدراتها، إذ إنه لا يعقل ألا يقوم جيش تعداده 15 الف مقاتل، جميعهم من جيوش نظامية مدربة في بلادهم، بفرض نظام وقف اطلاق النار الذي نص عليه قرار الامم المتحدة 1701 بوسائل فعالة».
وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، قد حمّلت أمس «دولة لبنان» المسؤولية عن إطلاق صواريخ الكاتيوشا باتجاه شمال فلسطين المحتلة أول من أمس. وقالت للإذاعة الإسرائيلية إن «هناك دولة عليها فرض سيادتها على أراضيها». ورأت ليفني أن حرب لبنان الثانية أدت إلى تغييرات في جنوب لبنان، وأن «جزءاً من تغيير قواعد اللعبة في لبنان هو الإدراك أن هناك دولة عليها فرض سيادتها على أراضيها، ولذلك فإنه لا يتوجب على إسرائيل البحث عن المنظمة التي أطلقت الكاتيوشا فالموضوع مسؤولية لبنان».