كشف مسؤولون حكوميون أميركيون وأوروبيون ومن دول شرق أوسطية أن العراق دخل مرحلة «تصدير المقاتلين» إلى الجوار وبات يمثّل خطراً على الغرب يفوق ذاك الذي تمثله أفغانستان، فيما كشف بعضهم عن وجود نحو 5000 من هؤلاء في لبنان ينتظرون اللحظة المناسبة للتحرك.ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن هؤلاء المسؤولين، إضافة إلى قادة مجموعات مسلحة في لبنان والأردن ولندن، قولهم إن «حرب العراق التي جذبت المسلحين من مختلف أنحاء العالم، بدأت بتصدير المقاتلين والأساليب التي اعتادوها أثناء القتال إلى البلدان المجاورة، وأبعد منها حتى». وأشاروا إلى أن «بعض هؤلاء المقاتلين يبدو أنهم يغادرون العراق كجزء من موجات اللاجئين العراقيين التي تعبر الحدود»، وهو الأمر الذي اعترف المسؤولون الحكوميون في هذه الدول بصعوبة التحكم فيه. لكنهم أوضحوا أن «آخرين يرسلون من العراق من أجل إنجاز مهمات محددة» مثل مخططي تفجير مطار عمان، الذين اعتقلتهم السلطات الأردنية السنة الماضية.
ونقلت الصحيفة عن المنشقّ السعودي في بريطانيا محمد المسعري قوله «لديك 50 مقاتلاً من العراق في لبنان حالياً، ولكن مع حذري الجيد، أستطيع القول إن هناك المئات، نحو 5000 أو أكثر، الذين ينتظرون اللحظة المناسبة للتحرك».
وأضاف المسعري، الذي يدير موقع «تجديد» الإلكتروني التابع للجهاديين، إن «تدفق المقاتلين يسير بالفعل ذهاباً وإياباً، وسيعم القتال في كل مكان حتى تبدي الولايات المتحدة استعدادها للتوقف والاستسلام».
وكان المدير العام لقوى الأمن الداخلي في لبنان اللواء أشرف ريفي قد قال في مقابلة منذ أيام مع الصحيفة نفسها إنه «إذا كان أي بلد يقول إنه آمن من هذا الخطر، فإنه يكون كمن يدفن رأسه في التراب». وأشار ريفي إلى أن «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد «تضمّ نحو 50 عنصراً ممن قاتلوا في العراق».
وأوردت الصحيفة الأميركية أن قائد هذه المجموعة شاكر العبسي، كان أحد مساعدي أبو مصعب الزرقاوي الذي كان يرأس قبل مقتله الصيف الماضي تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين».
ونقلت عن العبسي، في مقابلة كانت قد أجرتها معه أوائل الشهر الجاري، تأكيده للتقارير التي تقول إن القوات الحكومية السورية قتلت صهره حين كان يحاول اجتياز الحدود إلى العراق للانضمام إلى المقاتلين.
(الأخبار)