رأى الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، أنّ ضغوط الإدارة الأميركية على بلاده ليست سوى «محاولات متواصلة لتغطية الجرائم الأميركية في كل من العراق وأفغانستان وفلسطين وإخفائها».وقال البشير، خلال اجتماعه بوفد رجال وسيّدات أعمال من الأميركيين السود في مقرّ حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم مساء أوّل من أمس، إن «العقوبات الأميركية تستهدف ضرب الاقتصاد السوداني، وهي بعيدة كلّ البعد عما يُثار بادّعاءات حقوق الإنسان والانتهاكات في دارفور»، معتبراً أنّ النتائج النهائية لمثل هذه العقوبات تنعكس بصفة مباشرة على الشعب السوداني حيث تعيل الشركات المستهدفة آلاف الأسر.
وأوضح الرئيس السوداني أنّ الشركات التي شملتها عقوبات واشنطن هي في معظمها زراعية ولا علاقة لها أو لأعمالها بدارفور أو المجموعات المسلّحة في الإقليم، مشيراً إلى أنّه لا توجد أيّ مبرّرات للعقوبات، وأنها تأتي في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين الخرطوم والأمم المتحدة والاتحاد الافريقي «توافقاً واتفاقاً كاملين حول آليات حلّ قضية دارفور سلمياً».
إلّا أنّ البشير أعرب عن ترحيبه بكلّ المحاولات لفتح أبواب التعاون مع الولايات المتّحدة لتحقيق المصالح المشتركة بعيداً عن الضغوط والتهديدات، ولفت إلى أنّ «مواقف الإدارة الأميركية لا تعبّر عن مواقف الشعب الأميركي الذي يكنّ له السودان كلّ تقدير واحترام».
من جهته، رأى نائب الرئيس السوداني سيلفا كير ميارديت أنّ العقوبات الجديدة لن تؤدّي سوى إلى أذيّة الشعب السوداني بأكمله، من دون التقدّم خطوة واحدة على طريق تحقيق السلام في دارفور.
وقال كير، خلال زيارة إلى أوسلو للقاء المسؤولين النروجيّين، إنّ «الحركة الشعبية لتحرير السودان» تعمل جاهدةً مع حكومته من أجل آليّة لتحقيق السلام في الإقليم المضطرب، مشيراً إلى أنّ «العقوبات لن تحقّق ذلك، لأنّ ما ستفعله فقط هو الإضرار بمصالح السودانيّين وخصوصاً سكّان دارفور المعتمدين في معيشتهم أساساً على القطاع النفطي».
في هذا الوقت، حثّت الصين المجتمع الدولي على إظهار صبره إزاء السودان، معتبرةً أنّ العقوبات الجديدة ستعقّد جهود تنفيذ خطّة السلام للأمم المتحدة بشأن دارفور الذي تمزّقه الحرب.
وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يو، في بيان صحافي، إنّ بكّين «تناشد جميع الأطراف المحافظة على ضبط النفس والتحلّي بالصبر»، داعيةً إلى «بذل جهود إضافيّة لتحقيق إنجازات إيجابية في شأن القضيّة».
(أ ف ب، يو بي آي، أ ب)