strong>حيفا ــ فراس خطيبرام الله ــ سامي سعيد
غزة ــ رائد لافي

«الأسير الفلسطيني» الذي صادف يومه أمس، لم يُذكر في خطوات «إعادة الثقة» بين السلطة الوطنية وإسرائيل، التي تسعى واشنطن إلى القيام بها، رغم أن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط لا يسقط من أي تصريح دولي

أحيا الفلسطينيون أمس ذكرى يوم الأسير على وقع اعتداء إسرائيلي في الضفة الغربية، أعدم خلاله مقاوم، بعد عملية فدائية أصيب فيها أربعة إسرائيليين، في وقت أشارت فيه معلومات إلى سعي الرئاسة الفلسطينية وإسرائيل إلى «إعادة الثقة» بين الجانبين.
واغتالت قوات إسرائيلية خاصة أمس المقاوم أشرف محمود نمر حنايشة (24عاماً)، أحد نشطاء كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة «فتح»، على مدخل بلدة قباطية جنوب جنين شمال الضفة الغربية.
وقال شهود عيان، لـ«الأخبار»، إن الشهيد حنايشة تعرض لعملية اعدام من جنود وحدة اسرائيلية خاصة، بينما كان يسير في سيارته متوجهاً من مدينة جنين الى مسقط رأسه في بلدة قباطية. وأضافوا إن أفراد القوة الخاصة كانوا في سيارة مدنية عندما اعترضوا سيارة حنايشة واعتقلوه ومن ثم نقلوه إلى منطقة حرجية إلى جانب الشارع العام وأطلقوا عدداً من الأعيرة النارية أصابته في الرأس والصدر والبطن.
وكانت «كتائب شهداء الأقصى» قد أعلنت مسؤوليتها أمس عن عملية إطلاق نار استهدفت سيارة للمستوطنين غرب رام الله، ما أدى إلى اصابة 4 إسرائيليين.
وأعلنت قوات الاحتلال أمس اعتقالها 25 فلسطينياً في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.
وتزامنت الاعتقالات الجديدة مع ذكرى «يوم الأسير» الفلسطيني، الذي نظمت فيه مسيرات واحتجاجات في الضفة الغربية وقطاع غزة. وشارك نحو 800 من أقارب المعتقلين الفلسطينيين في تظاهرة في جنين، حاملين صور أقاربهم المسجونين. وفي مدينة رام الله، خرج مئات في الاحتجاجات وعلّقت صور السجناء في الساحة الرئيسية.
وللمناسبة، شدّدت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، على أن وجود شاليط بأيدي المقاومة في ذكرى يوم الأسير «دليل قاطع على قدرة المقاومة الفلسطينية على تحدي العدو الصهيوني، وتحقيق توازنات غير محسوبة، وخلق معادلات صعبة، واستخدام خيارات غير متوقعة».
ووجه المتحدث باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، رسالة إلى الأسرى، قائلاً: «إننا لم ولن نقبل بصفقات لا تلبي طموحات أسرانا وذويهم ولن يكون شاليط نهاية المطاف بإذن الله»، في إشارة واضحة إلى نية الكتائب خطف المزيد من الجنود.
بدورها، أكدت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، أن كل الخيارات مفتوحة للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الاسرائيلي، بما في ذلك خطف جنود اسرائيليين.
من جهة ثانية، أصيب خمسة صحافيين فلسطينيين، جراء اعتداء حراس المجلس التشريعي في مدينة غزة على عشرات الصحافيين، لدى محاولتهم اقتحام قاعة المجلس، احتجاجاً على تقاعس النواب والرئاسة والحكومة، إزاء أزمة الصحافي الاسكتلندي ألن جونستون، مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، المختطف في غزة منذ 12 آذار الماضي.
في هذا الوقت، ذكرت مصادر فلسطينية موثوق بها، لـ«الأخبار» أمس، أن قيادات فلسطينية وإسرائيلية تضع اللمسات الأخيرة على مذكرة سترسل إلى واشنطن «لإعادة بناء الثقة بين الجانبين»، تحت رعاية وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس.
وأضافت المصادر، التي طلبت ألا يذكر اسمها، أن المذكرة ستشمل مطالب الفلسطينيين بإزالة نقاط تفتيش أقامتها إسرائيل قبل 6 سنوات في الضفة الغربية ومطالب إسرائيل بوقف تدفق السلاح لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة والعمل على وقف اطلاق الصواريخ المحلية.
وأوضحت المصادر أن الأميركيين طالبوا عباس وأولمرت بمزيد من التواصل واللقاءات من أجل إزالة أي فرصة لنمو ما يسمونه «الإرهاب الفلسطيني»، وخصوصاً في ظل المعطيات التي تقول إن «حماس» قامت ببناء ترسانة عسكرية قوية في غزة، وتعمل حركة «الجهاد» على بناء قوة مماثلة لها.
وفي السياق نفسه، قال دبلوماسيون اميركيون إن الجهود تهدف لبناء الثقة بين الجانبين من خلال تحقيق تقدم مطّرد في القضايا اليومية. وقال مسؤول أميركي، لوكالة «رويترز»، إن «الجانبين بحاجة الى مساعدة لفهم ووضع نقاط هادية. يقوم كل جانب في الاغلب بوضع نقاطه الهادية. ونحن نساعد في تسهيل ذلك. بمعنى أننا (الإدارة الأميركية) لا تملي نقاطاً محددة». واستطرد «فكرة النقاط الهادية هي وضع أهداف يمكن تحقيقها في اطار جدول زمني. إنها توفر مساءلة على مستوى العمل. هذه ليست قضايا الوضع النهائي على الاطلاق. إنها خطوات صغرى يقوم بها كل جانب لبناء الثقة».
وقال مسؤول اميركي آخر، للوكالة نفسها، إن «النقاط الهادية ارسلت الى وزارة الخارجية الأميركية لمراجعتها وهو ما يساعد رايس على احكام متابعتها للجانبين خلال الفترات التي تفصل بين رحلاتها المتكررة للمنطقة».
وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أنَّ الإدارة الأميركية ستقدّم خلال الأسابيع المقبلة للإسرائيليين والفلسطينيين قائمة تحت عنوان «اختبارات تنفيذ»، من أجل تطوير «تنفيذ التزامات الطرفين».
وستطلب الادارة الاميركية من الفلسطينيين العمل في المجال الأمني لـ«منع الإرهاب»، كما ستطلب من إسرائيل تنفيذ الجزء المتعلق بها «الحركة والمسار» لتشغيل المعابر في قطاع غزة وتسهيل الحركة في الضفة الغربية.
وسيطلب من الفلسطينيين، بحسب الوثيقة، الموضوعات التالية: «إصلاحات في الاجهزة الأمنية، ومنع الإرهاب، ومنع دخول الارهابيين وتهريب الأموال، وتشغيل طواقم لتنفيذ اتفاق الحركة والمسلك». وذكرت الصحيفة انَّ هذه القائمة بانتظار أن توقعها رايس ومن شأنها أن تكون أساساً للمحادثات التي ستديرها رايس بين الطرفين.