القاهرة ــ خالد محمود رمضان
يُعَدُّ تكليف القيادي «الفتحاوي» محمد دحلان مهمة تنسيق الشؤون الأمنية، تعزيزاً لموقع «الرجل الغامض» في مواجهة «عجائز» اللجنة التنفيذية، إضافة إلى تدعيم لجناح مصر في السلطة الفلسطينية.
وعندما تعرض دحلان أمس لبعض الرضوض بعد تعرضه لتدافع جماهيري خلال مؤتمر نُظِّم في قطاع غزة بمناسبة إحياء ذكرى انطلاق حركة «فتح»، كان أول المتصلين به للاطمئنان إليه قياديون من مصر وإسرائيل، في مبادرة عكست إلى حد ما الرهان المصري والإسرائيلي على وجود دحلان المثير للجدل على مقربة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).
وفيما تنفي المصادر المصرية أن يكون دحلان بمثابة رجل مصر في السلطة، وتراه في المقابل «قيادياً بارزاً يقوم بمهام وطنية»، تشير الوقائع إلى أنه أحد أكثر المسؤولين الفلسطينيين تردداً على القاهرة، التي يزورها على الأقل مرة واحدة شهرياً.
ويقال إن لدحلان بيتاً خاصاً في العاصمة المصرية، كما يرتبط بعلاقات صداقة قوية مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان وكبار مساعديه.
وخدم دحلان في السابق مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وقتها، حافظ على «شعرة معاوية» مع أبو مازن لدى توتر علاقاته مع أبو عمار. وفي المحصلة، بقي دحلان رقماً يصعب تجاوزه في قيادات «فتح».
وشغل دحلان في السابق منصب رئيس قوة الأمن الوقائي في غزة، برتبة عقيد، وهو عضو في لجنة العلاقات في منظمة التحرير الفلسطينية. من مواليد غزة عام 1961، من أسرة لاجئة. قائد سابق لحركة شبيبة «فتح» في الضفة الغربية، علماً بأنه قضى خمس سنوات في السجون الإسرائيلية (1981ــ1986) قبل ترحيله إلى الأردن عام 1988.
بعدها، انضم دحلان إلى منظمة التحرير في تونس، وشارك في تنسيق الانتفاضة الأولى، قبل أن يعود إلى قطاع غزة عام 1994.
ودحلان عضو دائم في فريق التفاوض حول القضايا الأمنية المتعلقة بإعادة الانتشار الإسرائيلي أثناء عملية أوسلو، وحول عودة اللاجئين الفلسطينيين، الذين هجّروا بعد نكسة عام 1967، وحول إطلاق سراح الأسرى.
والمعروف عنه أنه يتحدث العبرية بطلاقة، وقد حمّله رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون مسؤولية الهجوم على حافلة للمستوطنين في غزة في تشرين الثاني 2000 وشن هجوماً على مكتبه وتوعده بالقتل.
قدّم دحلان استقالته في الخامس من شهر تشرين الثاني عام 2001 احتجاجاً على سياسة السلطة الفلسطينية في القبض على أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجهاد، لكن عرفات رفض الاستقالة.
وعبر موقعها الإلكتروني الرسمي على الإنترنت، تقول حركة «حماس» عن دحلان إن له طموحاته وأهدافه، لكنه «ابن مشروع» و«أداة» و«صاحب مخطط»، يتوافق كلياً مع البرنامج الصهيوني ــ الأميركي، حارب المقاومة والمقاومين عندما دعي لذلك، والآن جاء ليحارب «فتح» والسلطة، وغداً سيحارب فلسطين والفلسطينيين.
وأشار الموقع إلى قول الرئيس الأميركي جورج بوش ذات مرة إن «هذا الفتى يعجبني»، مشيراً إلى أنه «لم يكن ليصل رئيس أكبر دولة في العالم إلى هذا الإعجاب الشخصي لو لم يقدّم العقيد محمد دحلان خدمات جليلة للإدارة الأميركية، ولم يطلع الرئيس الأميركي شخصياً على تاريخ طويل من قصة صعوده الأكروباتية».