علي حيدر
حدد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس هدف عملية «غيوم الخريف» في قطاع غزة بـ«تقليص» إطلاق الصواريخ على المستوطنات، متجنّباً الحديث عن محاولة إيقافها نهائياً، في وقت هدد فيه وزير الشؤون الاستراتيجية أفيغدور ليبرمان بـ«ضم رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية، ووزير الداخلية سعيد صيام الى قائمة الشهداء».
وقال أولمرت، خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس، «هذا هو الهدف ولا يوجد هدف آخر»، خوفاً على ما يبدو من تكرار فشل العدوان على لبنان. وأضاف ان هناك سقفاً زمنياً لهذه العملية، لم يحدده، لكنه شدد على ان «الانسحاب من هناك سيتم فقط بعد تقليص إطلاق صواريخ القسام على جنوب اسرائيل».
وأشار أولمرت في شكل ضمني الى الضوء الأخضر الاميركي لهذه العملية بقوله «لقد أبلغنا العالم بأننا لا نعتزم الموافقة على استمرار إطلاق صواريخ القسام في اتجاه البلدات الإسرائيلية، مثل سديروت وضواحيها، وبأننا سنتخذ الخطوات التي من شأنها تقليص إطلاقها في شكل ملموس ومنع تنفيذ عمليات إرهابية»، مضيفاً أن «هذا ما أعلناه وهذا ما نفعله وهذا ما سنواصل فعله».
وادّعى أولمرت ان المصابين هم «على الأغلب من المسلحين»، مشدداً على ان العمليات التي يقوم بها الجيش في قطاع غزة «محددة بوقت». وأوضح «عندما يتحقق الهدف (تقليص إطلاق الصواريخ) سنخرج من هناك».
وفي محاولة لتجنب تطورات أكثر دراماتيكية، رفض أولمرت مطالب الجيش بتوسيع العمليات العسكرية ووجّه نقداً لوزير الأمن الداخلي، أفي ديختر، لدعوته الى ذلك. وقال لديختر «أنتم الجنرالات دائماً تقدّمون اقتراحات بعد ترك الخدمة، لماذا لا تقدمونها عندما تكونون في الخدمة؟».
وقال أولمرت «شاركت خلال السنوات الثلاث الأخيرة في كل نقاش أمني تناول إطلاق النيران المسطحة. سمعت كل المستشارين، كل الخبراء وكل المسؤولين.. وأنا لا أذكر ان أحداً قدم اقتراحاً دراماتيكياً عملياً يشكل حلاً مطلقاً لصواريخ القسام». واعتبر ان الحل يكمن في «عمل تراكمي، نوعي، يؤثر في خفض حجم عمليات إطلاقه».
وتبنّى وزير الدفاع عمير بيرتس، خلال الجلسة نفسها، مواقف أولمرت من العملية العسكرية ووصفها بأنها «تسير وفقاً للخطة» التي وضعها جيش الاحتلال. واعتبر أن «الجدول الزمني للعملية في غزة ليس مشروطاً برد فعل فلسطيني وإنما باستكمال تحقيق الهدف وهو تقليص إطلاق صواريخ القسام في اتجاه جنوب إسرائيل». وأضاف بيرتس، الذي أشار إلى اعتقال عشرات الفلسطينيين، ان اسرائيل «لن تنجر الى مسار (عسكري) واسع الحجم لاحتلال غزة بسبب الآثار التي قد تترتب عليه»، وإنما ستكتفي بشن «عمليات موضعية لتقليص التهديدات الإرهابية وتحسين أمن مواطني اسرائيل».
وكان نائب رئيس الوزراء شمعون بيريز قد وصف، قبل جلسة الحكومة، المقاتلين الفلسطينيين بأنهم «مجموعة صغيرة من المجانين يريدون ان يجنّنوا المدينة وكل من حولها».
وفي هذا السياق، أعرب أفيغدور ليبرمان عن قلقه من تصريحات الفلسطينيين عن مصير الجندي الأسير جلعاد شاليط. وقال انه «يجب وضع ثمن لكل شيء. ويجب أن نوضح أنه إذا حصل له (شاليط) شيء، يجب ضم رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية، ووزير الداخلية سعيد صيام إلى قائمة الشهداء».
ويأتي كلام ليبرمان رداً على تصريحات وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار التي حذر فيها من أن القصف الاسرائيلي قد يؤدي الى إصابة الجندي الاسرائيلي الأسير وقتله.