وجهت تفجيرات بغداد ضربة قاسية للحملة الأمنية الأميركية التي دخلت أسبوعها الرابع، من دون أن تضع حداً لمسلسل الدم الذي حصد أمس أكثر من 40 قتيلاً في العاصمة وحدها، في وقت انسحبت الحكومة العراقية من اتفاق الهدنة مع جيش المهدي في مدينة الديوانية بعد معارك استمرت يومين متتالين مطلع الأسبوع.وفي جديد تطورات «الحرب الأهلية» غير المعلنة في العراق، كشفت صحيفة الـ«واشنطن بوست» أن «فرق موت شيعية» تقتل مرضى، من السنّة، في المستشفيات.
وقُتل 24 عراقياً وأُصيب 35 بجروح في هجوم بالقنابل على سوق الشورجة لتجارة الجملة وسط بغداد. كما لقي 16 شخصاً مصرعهم وجرح العشرات في انفجارات متلاحقة دوّت في شوارع العاصمة.
سبق ذلك مقتل 12 شخصاً وإصابة 38 بجروح في انفجار دراجة مفخخة بحشد من الشبان خارج مكتب تجنيد تابع للجيش العراقي.
كما قُتل 25 شخصاً وأصيب 49 بجروح في هجمات في كركوك وبهرز والنعمانية والقائم والموصل والسماوة، حيث أطلقت قوات الأمن العراقية النار على متظاهرين كانوا يطالبون بتوظيفهم في الجيش العراقي.
وقال وزير الدفاع العراقي عبد القادر جاسم إن «الاتفاق بين مكتب الصدر والحكومة المحلية في الديوانية مُلغى، مشيراً إلى أن«الحكومة لا تخضع لشروط يفرضها مسلحون». وكانت إدارة محافظة الديوانية ومكتب الشهيد الصدر توصلا لاتفاق، مساء الأحد، يقضي بوقف إطلاق النار في مقابل إخلاء المدينة من قوات الاحتلال والجيش العراقي.
واتهم جاسم جيش المهدي بإعدام 13 جندياً عراقياً، نفدت ذخائرهم خلال الاشتباكات العنيفة التي دامت 12 ساعة. وقال جاسم، أثناء زيارته القاعدة العسكرية العراقية في الديوانية، إن ما حدث في المدينة كان مفاجئاً، وعلى الكل أن يعرف أن الحكومة هي صاحبة السلطة».
ورأى قائد الاحتلال الأميركي في العراق الجنرال جورج كايسي أن معركة الديوانية «لم تمثل انتكاسة بالنسبة إلى القوات العراقية»، رغم إعلان وزارة الدفاع العراقية مقتل 20 من جنودها في المعركة. وأعلن كايسي أن «الجيش والشرطة العراقيين سيكونان بحاجة إلى دعم قليل في غضون 12 إلى 18 شهراً».
وأعلن الاحتلال الأميركي مقتل أحد جنوده «إثر نشاط عدواني» في محافظة الأنبار.
وفي لندن، كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» أن الأحزاب السياسية العراقية الكبرى اتفقت على تقاسم عائدات النفط والغاز. ونسبت الصحيفة إلى نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح قوله إن «الخلافات حول تقاسم العوائد جرت تسويتها خلال مباحثات مستفضية جرت الأسبوع الماضي»، مشيراً إلى أن «عائدات النفط والغاز سيتم تقاسمها على المستوى الفيدرالي، ويُعاد توزيعها على المناطق قياساً إلى احتياجاتها وعدد سكانها، وهي خطوة ستظل تشكل حافزاً لشركات النفط الإقليمية للعمل على رفع الحد الأقصى لإنتاجها».
أما صحيفة الـ«واشنطن بوست» فذكرت من جهتها أن مستشفيات بغداد تحولت «حقولاً للقتل»، تتسلل إليها «فرق الموت الشيعية لتصفية المرضى من السنّة».
وأشارت الصحيفة إلى تزايد عدد العراقيين الذين يتفادون الذهاب إلى المستشفيات خوفاً من «عمليات القتل المذهبية».
وقال المفتش العام في وزارة الصحة العراقية عادل محسن عبد الله إن «التحقيقات في مسألة الخطف في المستشفيات لم تؤد إلى العثور على أدلة دامغة»، من دون أن ينفي حصولها.
أما المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية قاسم يحيى فقال إن «وزارة الصحة لعموم العراق، لا للسنّة ولا للشيعة، بل للجميع. عندما تنفجر سيارة مفخخة نعالج جميع الضحايا بغض النظر عن انتماءاتهم».
(رويترز، يو بي آي، أ ف ب)