تستهل أوكرانيا الأسبوع الحالي بمفاوضات سلام حاسمة لمستقبلها، تعتبر الأولى منذ ثلاثة أشهر، بين الانفصاليين وموفدي كييف، في الوقت الذي تدخل فيه الهدنة حيّز التنفيذ في شرق البلاد الموالي للروس.ولكن الشكوك لا تزال تحيط بموعد بدء هذه المحادثات، حيث دعا بعض الأطراف المفاوضين إلى الاجتماع، اليوم، فيما عبّر آخرون عن أملهم في إرجائها إلى وقت لاحق خلال الأسبوع.

وقد اتفق الطرفان، الأسبوع الماضي، على هدنة جديدة في 9 كانون الأول يفترض إذا تم احترامها أن تتيح سحب الأسلحة الثقيلة من الجبهة وإقامة منطقة عازلة.
وأكد الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو، أمس، أن هذه الاتفاقات ستشكل «قاعدة لتسوية سلمية» للنزاع. ودعا إلى اجتماع مجموعة الاتصال حول أوكرانيا «في أقرب وقت ممكن»، لتطبيق وقف إطلاق النار الجديد.
من جهته، حذر رئيس الوزراء الأوكراني، ارسيني ياتسينيوك، موسكو، وطالبها «باحترام اتفاقات مينسك» أو «دفع الثمن» في حال عدم القيام بذلك.
ويأتي ذلك فيما أعلن مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أن موسكو ستفعل كل ما بوسعها من أجل عقد اجتماع لمجموعة الاتصال لتسوية الأزمة الأوكرانية في مينسك، الأسبوع الحالي.
وقال للصحافيين: «أكدنا استعدادنا وسنفعل كل ما بوسعنا لكي ينعقد اجتماع مجموعة الاتصال في مينسك هذا الأسبوع. أعتقد أن ذلك سينفذ».
من جهة أخرى، أكد مساعد الرئيس الروسي أن القمة الروسية الفرنسية التي عقدت، السبت الماضي، في مطار «فنوكوفو» في موسكو، أظهرت «عناصر تفاهم» حول الوضع في أوكرانيا وغيره من القضايا.
وأضاف أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرانسوا هولاند، بحثا كذلك الأزمة السورية والملف النووي الإيراني.
وأكد أوشاكوف أن إمكانية عقد قمة رباعية تجمع بوتين وهولاند وبوروشينكو وميركل (ما يسمى رباعي النورماندي)، «لم تدرس بعد».
وفي موازاة جهود تسوية النزاع، يستمر صراع القوة بين الغرب وروسيا الذي تصاعدت حدته، في الأيام الماضية. وأمس، اتهم نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، الولايات المتحدة بمحاولة إسقاط الرئيس الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بفرض عقوبات على موسكو، بسبب الأزمة في أوكرانيا.
ونسبت وكالة «ايتار تاس» الروسية للأنباء، إلى ريابكوف قوله في جلسة لمجلس النواب (الدوما)، إن «التغلب على تأثير الأزمة في أوكرانيا سيحتاج لسنوات، بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على قطاعات المال والدفاع والطاقة الروسية، فضلاً عن بعض الشخصيات الروسية».
وفي السياق نفسه، استعرضت روسيا أنظمة دفاعها الصاروخية المتنقلة في وسط موسكو، أمس، في إبراز لقوّتها العسكرية.
وظهر نظاما الدفاع الجوي سطح-أرض «إس-400 تريومف» (النصر) و«بانتسير-إس1» على شاحنات عسكرية لونها أخضر داكن، كذلك ظهرت محطة الرادار «كاستا» خارج مسرح الجيش الروسي الضخم في العاصمة موسكو.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن المعدات عرضت في الذكرى السنوية المئة لتشكيل قوات الدفاع الجوي الروسية.
وعبّر الغرب عن قلق متزايد إزاء ما يقول إنه استعراض للقوة العسكرية من جانب روسيا، بما في ذلك تكثيف النشاط الجوي حول أوروبا وتعزيز القوات العسكرية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا في آذار.
وأيضاً في إطار الرد على العقوبات الغربية على روسيا، من المتوقع أن يسعى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أثناء زيارته للهند، غداً، إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، والتوصل إلى اتفاقات بشأن الغاز الطبيعي وبناء وحدات طاقة نووية جديدة للبلد الآسيوي المتعطش للطاقة خلال قمة ليوم واحد.
وصرح السفير الروسي، الكسندر كاداكين، للصحافيين في نيودلهي بأنه «لدينا خطط كبيرة للتعاون في مجال الطاقة التي ستكون أهم بند على الأجندة».
وقال: «نحن مستعدون لعرض ثرواتنا من الهيدروكربون على الشركات الهندية إذا كان ذلك يهمها. والهند هي الدولة الوحيدة (التي تعرض عليها فرصة شراء المخزونات)، وهو ما يشهد على درجة الثقة بين البلدين».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)