على الرغم من أن الشخصيات الخيالية مثل باتمان وسوبر مان وغيرهم مستمرة منذ القدم وحتى الآن، إلا أنه لا يمكن لنفس الممثل أن يقدم هذه الشخصية للجمهور للأبد، ولهذا تعاقب النجوم على تقديم شخصية باتمان في السينما بداية من العام 1966 حتى يومنا هذا.يأتي الفيلم في شهر آذار (مارس) بالكثير من التغييرات، بداية من بطل الفيلم، فقد تم اختيار النجم روبرت باتينسون ليخلف النجم بن أفليك لتقديم شخصية باتمان. مغامرة كبيرة لعدة أسباب أهمها أن شخصية باتمان عنيفة وقوية باعتباره بطل أكشن، أما روبرت باتينسون فقد اشتهر بتقديم أدوار رومانسية ودرامية أشهرها بطولة سلسلة أفلام Twilight بداية من عام 2008، وأيضًا فيلم Remember Me عام 2010.
تستمر التغييرات المفاجئة من الشركة المنتجة لطاقم عمل الفيلم، حيث تم استبدال المخرج المتميز زاك سنايدر الذي أخرج فيلم Justice League عام 2017، والذي مثل الظهور الأخير لباتمان على شاشة السينما، ليحل مكانه المخرج مات ريفيس الذي يمتلك موهبة كتابية. وهو ما تدرك شركة DC بأنه عامل مهم لنجاح الفيلم خاصة بعد نجاح كريستوفر نولان كمخرج وكاتب لأشهر ثلاثية في تاريخ أفلام أبطال القصص المصورة رفقة شخصية باتمان. النسخة الأولى لفيلم The Batman كانت مدتها 4 ساعات وتم عرضها للتجربة مع جمهور محدود قبل تقصير مدتها إلى ساعتين و 55 دقيقة.

شخصيات الفيلم
يضم الفيلم العديد من النجوم أبرزهم المخضرم كولين فاريل الحاصل على جائزة غولدن جلوب عن بطولته لفيلم In Bruges عام 2008، حيث يقدم في فيلم The Batman شخصية The Penguin، وتشاركه البطولة النجمة زوي كرافيتز في دور Cat woman ، بالاضافة إلى النجم جيفري رايت حيث يلعب دور جيمس جوردان كبير محققي مدينة جوثام.
ربما الخبر الذي أصاب عشاق باتمان بالسعادة والدهشة معاً هو مشاركة النجم بول دانو في الفيلم بشخصية The Riddler المعروف بأنه رجل الألغاز، المجرم الأشد ذكاء. لم يحظ بول دانو خلال مسيرته الفنية بالشهرة التي يستحقها على الرغم من موهبته الفذّة والتي برهن عليها في فيلم There Will Be Blood عام 2007 حيث تشارك بطولة الفيلم مع النجم العالمي دانيال دي لويس. يمكن أن يسهم فيلم The Batman في عودته مرة أخرى إلى نجوم الصف الأول بعد سنوات من الاختيارات الخاطئة.

* هل من المتوقع نجاح فيلم The Batman بقوة؟
ربما هذا هو السؤال الأكثر طرحاً من الجمهور مع الإعلان عن فيلم جديد لشخصية باتمان، والسبب هو النجاح الساحق الذي حققته الشخصية في مجلات الكوميكس، مما جعلها تحظى بشعبية طاغية في العالم أجمع. فشخصية الرجل الوطواط التي ظهرت للمرة الأولى عام 1939 تم تجسيدها في العديد من الأفلام والأعمال التلفزيونية.
يقع الفيلم القادم تحت الضغط بقوة والسبب هو ارتفاع سقف توقعات الجمهور بشدة نتيجة للنجاح الساحق الذي حققته ثلاثية المخرج الكبير كريستوفر نولان للشخصية بداية من عام 2005 وحتى عام 2012، ولعل الفيلم الأكثر شهرة وجودة بالنسبة للنقاد والجماهير على حد سواء، كان الجزء الثاني من ثلاثية نولان The Dark Knight عام 2008، ونال تقييم 9 من 10 في تصويت الجمهور على موقع IMDB حيث تم تصنيفه من أفضل 10 أفلام في تاريخ السينما العالمية.
هذا النجاح الساحق لنولان رفقة الممثل العبقري كريستيان بيل بطل شخصية باتمان الذي لعب دوره بمنتهى الروعة، مثل حملاً ثقيلاً على النجم بن أفليك الذي لم يشفع له أداؤه الجيد للشخصية في خطف الأنظار. أمر يذكر الجمهور أيضاً بالضغط الذي وقع على النجم جاريد ليتو في تجسيد شخصية الجوكر العدو اللدود لباتمان في فيلم Suicide Squad عام 2016 والدخول في مقارنات مع الشخصية في ثلاثية نولان، لهذا يجب أن يقدم صنّاع العمل الشخصية بطريقة جديدة من دون الوقوع في فخ التكرار أو التقليد.

* ما الجديد الذي يمكن أن يقدمه فيلم The Batman؟
يتضح من الإعلان التشويقي للفيلم بأنه لن يتم الاعتماد على المؤثرات البصرية بصورة مبالغ فيها، وهذا أمر جيد لأن كل الذين فشلوا من المخرجين مع أفلام باتمان قد اهتموا بالمؤثرات البصرية والأزياء وعامل الإبهار أكثر من القصة نفسها. من الواضح أن القائمين على فيلم باتمان الجديد لم يشغلوا بالهم أيضاً بالمقارنة مع ثلاثية نولان، والدليل هو ابتعادهم عن الشخصيات الشريرة التي تناولها نولان في أفلامه. تظهر شخصيات جديدة في الفيلم لم يتم تقديمها للجمهور منذ أمد بعيد وبصورة جديدة تماماً تبتعد عن النمطية والكرتونية، مثل The Riddler أو رجل الألغاز الذي ظهر آخر مرة في فيلم Batman Forever عام 1995 وقدمها وقتها جيم كاري بطريقة كوميدية لم تعجب الجمهور وقتها، وقد تشوق الجمهور للشخصية خاصة بعد ظهورها مرة أخرى بشكل جيد في مسلسل Gotham مما شجع القائمون على الفيلم لعودتها.
هناك شخصية أخرى تظهر في الفيلم بعد طول انتظار، هي شخصية الشرير The Penguin، فقد ظهر لآخر مرة في أفلام باتمان عام 1992 في فيلم Batman Returns، وقد قدم الشخصية وقتها النجم داني ديفيتو بإتقان شديد، ولكنها اتسمت وقتها بطابع سوداوي ومخيف أكثر بسبب الطابع الخاص بالمخرج العبقري تيم بورتون.
سيشهد الفيلم أيضاً ظهور شخصية اللصة سيلينا كايل والمعروفة باسم Cat Woman، وهي لصة محترفة جمعتها معرفة ببروس واين رجل الأعمال من دون أن تدرك في البداية أنه باتمان، وقد ظهرت الشخصية لآخر مرة عام 2012 في فيلم The Dark Knight Rises من تقديم النجمة آن هاثاواي. من المثير الجمع بين كل هذه الشخصيات في عمل واحد، لكن ينبغي أن يكون السيناريو في غاية الدقة وإلا سيضيع الفيلم بين تعدد الشخصيات من دون حبكة واضحة.
يتضح من خلال الإعلان الترويجي بأن شخصية رجل الألغاز ستكون هي المحور الأساسي الذي يفتتح قصة الفيلم، وتظهر الشخصيات الثلاث المواجهة لباتمان بطريقة جديدة حيث لم يعتمد المخرج على الطابع المخيف والسوداوي بشكل كامل أو حتى الطابع الكوميدي، بل يميل الفيلم إلى الواقعية أكثر وتقديم الشخصيات بطريقة جديدة تخلو من النمطية.
في النسخة الجديدة من فيلم The Batman، لا تعامل مدينة جوثام باتمان على أنه البطل الخارق ومنصة الأمل التي تتطلع إليها لإنقاذها من الأشرار بل تخشاه بشدة. طرحت شركة «وورنر بروس» الأميركية، منذ فترة أول إعلان تشويقي للفيلم The Batman، حيث ظهر البطل الخارق بشكل واعد ومختلف عن النسخ السابقة التي شاهدناها له.
حافظ «باتمان» في النسخة الجديدة على الجانب المظلم لشخصيته، وإن ظهر بشكل أنيق وحاد، مما دفع الجمهور للتصديق بأن «باتمان» الجديد يقدم شيئاً مختلفاً.

* صغير السن
من المعروف أن باتمان كان في منتصف أو أواخر العشرينات عندما ارتدى عباءة الوطواط لأول مرة، لكن في فيلم «باتمان» الجديد يتتبع العمل رحلة بروس وين بعد سنتين من تقمصه باتمان، أي وهو في أوائل الثلاثينات. للمرة الأولى، يركز فيلم لباتمان على رحلة شباب البطل الخارق، إذ ركزت ثلاثية نولان على شخصية باتمان الخبير.
من المنطقي أن يكون باتمان أقل خبرة في الفيلم الجديد نظراً إلى صغر سنه، وقد ظهر في الإعلان التشويقي بشكل أكثر شبابية وحدة وتهوراً عن الأفلام السابقة. ورغم أن روبرت باتينسون ليس أصغر بكثير من كريستيان بيل، خلال تقديم الأخير فيلم Batman Begins «بداية باتمان»، إلا أنه يظهر بشكل مختلف تماماً ويبدو أقل خبرة في سبل التعامل مع المجرمين وتحقيق العدالة.

* محقق وليس بطلاً خارقاً
يركّز فيلم The Batman الجديد على شخصية المحقق بروس وين وليس البطل الخارق باتمان، فالأخير ما هو إلا وسيلة لتحقيق العدالة من وجهة نظر بروس. يعتبر «باتمان» واحداً من أفضل المحققين في عالم القصص المصورة، وهو ما يركز عليه الفيلم الجديد بشكل أقوى من مهارات باتمان وقواه الخارقة، كما حدث في أفلام سابقة.

* أكثر عنفاً
يمثل مشهد ضرب باتمان لرجل عصابات وسط تخوف بقية زملائه واحداً من أقوى وأهم مشاهد الإعلان التشويقي، كونه يمثل جانباً لم نره من قبل في شخصية باتمان. يبدو أن باتمان في النسخة الجديدة لا يمانع استخدام العنف المفرط، كما ظهر في الأفلام الأخيرة إذ بدا مسالماً أكثر ولا يلجأ للعنف إلا في أضيق الظروف الممكنة. في النسخة الجديدة، لا تعامل مدينة جوثام باتمان على أنه البطل الخارق ومنصة الأمل التي تتطلع إليها لإنقاذها من الأشرار، بل تخشاه بشدة.
من خلال الإعلان التشويقي، نرى أن عنف باتمان جعل المدينة في حالة تخبط بشأنه. هل هو بطل خارق أم مجرم مثل بقية المجرمين؟ احتفت مدينة جوثام بالبطل الخارق باتمان في الأفلام السابقة كافة، وهو ما يمثل تغييرًا كبيرًا في النسخة الحالية.

* وحيد
ترّكز فيلم The Batman الجديد على شخصية المحقق، مما دفع الجمهور إلى الظن بأن باتمان سيكون وحيداً في هذا الفيلم. من المرجح أننا سنشاهد تركيز باتمان في الفيلم الجديد على طموحه الشخصي ومواجهة أعدائه مثل البطريق وريدلر.
--
* The Batman بدءاً من الخميس في الصالات اللبنانية