«في عام 1960 وقد تجاوز العشرين بقليل، فاجأ أنسي الحاج الجمهور العربي بنشر ديوانه الأول «لن»، الذي رآه النقّاد العرب المعاصرون أول مجموعة قصائد نثرية باللغة العربية. بكلمة جازمة تنفي المستقبل، أراد الشاعر التعبير عن رفضه الراسخ للتقليد الشعري، ليُطلق الزمام لأعمال تجريبية جديدة ولحساسيات جديدة، ويسهم بشكل قاطع في تغيير قِبلة الشعر العربي»: هكذا افتتحت الباحثة والمترجمة ماريا لويسا برييتو العدد الجديد من مجلة «بانيبال» الشعرية (العدد 13/ ربيع 2024) الصادر بالإسبانية في مدريد، متضمّناً ملفاً خاصاً عن الشاعر اللبناني الراحل أنسي الحاج (1934 ــــ 2014). إنّها المرة الأولى التي يُقدّم فيها أحد أبرز وجوه قصيدة النثر والحداثة الشعرية العربية إلى القارئ الإسباني، تحت إشراف الشاعر العراقي المقيم في لندن صموئيل شمعون الذي أسّس عام 1998 مع زوجته مرغريت أوبانك مجلة «بانيبال» الفصلية التي تُعنى بترجمة الأدب العربي إلى الإنكليزية بشكل أساسي. كما أنشأ عام 2004 موقع «كيكا» الذي يهتم بقضايا الثقافة والشعر والترجمة. شمل ملف «بانيبال» مقالات تتناول التجربة المخضرمة شعراً ونصّاً ورؤية لأنسي الحاج من الناقدة السوريّة خالدة سعيد بعنوان «أنسي الحاج رائداً»، ومن الشاعر والناقد الفلسطيني سامر أبو هوّاش بعنوان «أنسي الحاج في 2024: نجم أشدّ سطوعاً»، ومساهمة من الشاعر المصري أحمد يماني بعنوان «أنسي الحاج، الشاعر الذي حلم بخلق إنسانية جديدة»، إضافة إلى مشاركة للشاعر والناقد اللبناني عبده وازن بعنوان «أنسي الحاج رائد قصيدة النثر العربية» وانتهاء بمقالة الشاعر خالد النجار التونسي «بودلير يشرب القهوة مع أنسي الحاج في كافيه سيتي». هذه الخطوة الاحتفائية بصاحب «ماضي الأيام الآتية»، التي انطلقت في مدريد سرعان ما لاقت صداها في بيروت. إذ ينظّم «معهد سربانتس» في العاصمة اللبنانية قراءات من شعر الحاج بالإسبانية بمشاركة وحضور رئيس تحرير «بانيبال» صموئيل شمعون تحت عنوان «بساط الأمثال: الحاج بالإسبانية» (غداً في «معهد سربانتس» في بيروت ــــ 6 مساءً، و24 نيسان في «مركز العزم» في طرابلس ــــ 6 مساءً، و25 نيسان في «فندق بالميرا» في بعلبك ــــ 6 مساءً). تعتمد القراءات في الأمسيات الثلاث على مختارات لأنسي الحاج على طول مسيرته الشعرية نسّقتها وترجمتها إلى الإسبانية ماريا لويسا برييتو في «بانيبال».

* احتفالية بأنسي الحاج: غداً في «معهد سرفانتيس» (6 مساءً) في بيروت، و24 في «مركز العزم» (6 مساءً) في طرابلس، و25 في بعلبك (فندق «بالميرا» ـــ 6 مساءً).