لم تكن البرامج الاجتماعية محبوبة على الشاشة بالشكل الذي عرفته في السنوات الأخيرة. في البداية، كانت تقتصر على بعض البرامج الخفيفة التي تتطرق إلى مواضيع اجتماعية لايت بدافع الإثارة أو ضمن فقرات نشرات الاخبار والسهرات المخصصة لعيدي رأس السنة والميلاد. لكن في السنوات الخمس الاخيرة، طرأ تعديل على تلك البرامج فتحولت إلى مادة مطلوبة في الاعلام بعدما وجد القائمون على القنوات أن مواضيعها تجذب المشاهدين، خاصة تلك التي تتعلق بالجنس والعنف والقتل. إلا أنّ البعض يجد أن تلك المواضيع لم تتم معالجتها بشكل جدي. النتيجة أنّ البرامج الاجتماعية عرفت شهرة بين القنوات وطبعت أسماء مقدمين منها جو معلوف في برنامج «هوا الحرية» على قناة Lbci، وبرنامج «للنشر» لريما كركي على قناة «الجديد»، و«العين بالعين» لطوني خليفة على «الجديد»، إلى جانب بعض الحلقات الخاصة التي كان يتولاها مالك مكتبي في برنامج «أحمر بالخط العريض» على Lbci. انحصرت المنافسة بين اولئك الاعلاميين، وخصص يوم الاثنين لمعالجة قضاياها. عندها غرقت الشاشات في المواضيع الاجتماعية المتكررة والمتنقلة على القنوات، فراح كل برنامج يبحث عن طريقة معالجة تميزه عن غيره. هكذا، وقعت تلك البرامج في فخ التكرار والمعالجة السطحية لبعض المواضيع، وبدأ المشاهد يهرب من متابعتها. من هذا المنطلق، شهدت هذه البرامج نوعاً من الركود، قبل أن تنهض مجدداً وتدخل اسماء جدد عليها. في هذا الاطار، وقع جورج قرداحي عقداً مع قناة OnTv المصرية لتقديم برنامج اجتماعي يشبه إلى حد برنامج «المسامح كريم» الذي تولاه سابقاً. المقدم اللبناني الذي عرف في برنامج «من سيربح المليون» يعود للشاشة بعمل تلفزيوني اجتماعي يخاطب المجتمع المصري والعربي ككل. على أن يبدأ عرض العمل في تشرين الاول المقبل. على الضفة الاخرى، بدأ نيشان التحضير لبرنامجه «أنا هيك» على قناة «الجديد»، ويستضيف في كل حلقة حالة اجتماعية تتم معالجتها، وسط حضور الجمهور الذي يصوت بين مؤيد ومعارض لتلك الحالة. كما يتحضر عباس زهري لتقديم برنامج «بكل طائفية» على قناة lbci الذي يدور في فلك البرامج الاجتماعية الدينية وتدرس بعض الحالات. إذاً، تعود البرامج الاجتماعية إلى الشاشة في الخريف المقبل بشكل قوي، مع فورة في عددها ويدرس كل اعلامي حالة اجتماعية وما أكثر الحالات في مجتمعنا.