لم يكن متوقعاً ما حدث أمس في حلقة «منّا وجر»، لدى استضافة المسرحي رفيق علي أحمد على mtv. الإستضافة كان هدفها استكمال حملات النفخ بالمسلسل الرمضاني «خمسة ونص» (كتابة ايمان سعيد-اخراج فيليب أسمر)، إذ سجل للمسرحي العتيق دور رئيس في العمل الدرامي عبر تجسيد شخصية السياسي «غانم الغانم». لكن سرعان ما خرجت سلّة المحطة فارغة، عبر قلب الضيف الطاولة، وأخذ الحوار الى مكان لم يكن متوقعاً. من يعرف رفيق علي أحمد لا بد من أن يعلم جيداً أنه رجل جبل عرقه بخشبة المسرح، وهو يشارك اليوم في الأعمال التلفزيونية كي يعتاش. هكذا بصريح العبارة التي نزل وقعها قاسياً على من سمعها، قال علي أحمد عن أدوراه التمثيلية تلفزيونياً إنها تشبه «فتح بسطة على الطريق»، وعلّل الدخول في هذه «البسطة» كونه يحتاج الى المال كي يعيش. ففي نهاية المطاف «التلفزيون مادة للتسلية» لا أكثر ولا أقل كما أكد ووضع الأمور في نصابها. أكثر من رمي السهام على المواد الخارجة من التلفزيون الدرامية وغير الدرامية، استرسل صاحب «الجرس» في خطاب سياسي وثقافي، حاول «منا وجر» إخفات صوته، مرة عبر مقاطعته بوضع أغنية، ومرة أخرى بالإيعاز الى الجمهور بالتصفيق. «ما في مسارح سكروا المسارح سكروا الغاليريات.. كل طائفة عندها بنك»/ «السياسيين صاروا محل الممثلين وقعدوا الممثلين ببيوتهم»، مجموعة عبارات قالها رفيق في معرض انتقاده للنظام السياسي الطائفي والثقافي المتدهور في لبنان. لكن ربما ذروة الإنتقاد كانت حين حاول فريق العمل محاججته خاصة لدى سؤاله إذا كنا نعيش في بلد أم لا، فأجاب ساخراً من الأرزة، قائلاً «كم أرزة عاجقين الكون»، للحديث عما يُتباهى به في الخارج، فيما يرزح البلد تحت أزمات معيشية صعبة. ولعلّ الأمر الأكثر سخرية بعد «الأرزة» العزيزة على قلوب فريق قناة «المرّ»، كان طلب المسرحي اللبناني من بعض هؤلاء بأن يخاطبوه باللغة العربية الفصحى، فكان الاختبار في مكانه، إذ أظهر «مدى» إجادة هؤلاء لقواعد اللغة والنطق بها!