بات واضحاً المسار الممنهج الذي تسير فيه mtv، هذه الأيام. بعدما وعدت اللبنانيين بضربة عسكرية اسرائيلية محتملة، ها هي تعدهم بضربة أخرى، هذه المرة من الكونغرس الأميركي. تقضي هذه الضربة بمنع المساعدات عن الحكومة اللبنانية، بسبب «تأثير حزب الله عليها». ضمن حلقة نقاشية نظمها أمس «بيروت أنستيتيوت» الذي تديره الصحافية الأميركية-اللبنانية راغدة درغام، اختارت المحطة وجهاً واحداً من الضيوف، هو «مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى» دايفيد شينكر، الذي حلّ «كضيف شرف» على هذه الندوة. هكذا، أبرزت المحطة مواقف شينكر المعروفة بعدائيتها «لحزب الله»، وبدفاعها المستميت عن «اسرائيل». تقرير (الآن درغام)، أعاد فيه تلك المواقف التي تضمنت تهويلاً على اللبنانيين. وأشاد شينكر كعادته بالعقوبات على الحزب، الذي «خرّب النظام» على حد تعبيره، متوعداً بعقوبات جديدة ستطال شخصيات لبنانية أخرى، مع طرح درغام هنا، لاسم جبران باسيل كأحد المستهدفين من هذه العقوبات من دون أن تلقى رداً مباشراً. عدا التهديد بعقوبات جديدة، اللافت في هذا التقرير هو كيفية تعاطي المعدّ مع ما قاله الوزير السابق غسان حاصباني في الندوة باعتباره أن ضم «اسرائيل» لأراض في الضفة الغربية من شأنه «زعزعة المنطقة». هنا، بدل أن يظّهر درغام هذا الموقف، راح يعطي أهمية لرد شينكر الذي اعتبر أن زعزعة المنطقة تكمن في نقل الصواريخ الإيرانية عبر سوريا الى لبنان... لنتخطى هنا، النقل الببغائي لشينكر وحتى الإحتفاء بمواقفه العدائية والمحرّضة الى غضّ النظر عن غطرسة الإحتلال، وقضمه للأراضي الفلسطينية.