قد يصحّ استبدال «هنا بيروت» البرنامج السياسي الحواري الذي تبثه «الجديد» على شاشتها في فترة بعد الظهر، بـ «هنا أميركا» أو بتعبير أدق هنا «الوصاية الأميركية». أمس، أعلن البرنامج عن استضافة السفيرة الأميركية دوروثي شيا، «للمرة الأولى داخل الأستديو». هكذا، أمطرتنا المحطة، بفيديوات ترويجية عن هذه المقابلة، التي ستبث اليوم عند الساعة الثالثة بعد الظهر. في توقيت عالي الحساسية، توغل المحطة، في تنفيذ أجندات واضحة، بعيد ترويجها لدخول لبنان «الوصاية الإيرانية»، عقب تلويح الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، باستجلاب البنزين الإيراني الى لبنان، وايضاً في خضم حملة سياسية شرسة تخوضها ضد رئاسة الجمهورية والتيار البرتقالي. في الإعلان الترويجي للحلقة، الذي بدا كأنه أشبه باحتفالية بالسفيرة الأميركية، التي ستظهر بعد عام على توليها مهامها في بيروت-، تتظهر شيئاً فشيئاً الملفات المنوي طرحها. تتمحور حول تشكيل الحكومة، والثلث المعطل، فيما تستكمل المحطة التسويق لقائد الجيش جوزيف عون، كمرشح لرئاسة الجمهورية، إلى جانب طرحها سؤال يحمل في طياته تهديداً واضحاً عن الموقف الأميركي في حال وصول النفط الإيراني الى بيروت!
طبعاً، كل هذه العناوين وطريقة طرحها، وحتى الإحتفاء بهذه الإستضافة، تحيلنا مباشرة الى وصاية حقيقية أميركية، تقرّها المحطة، من خلال تدخل السفارة الأميركية في بيروت في التفاصيل اللبنانية وملفات داخلية بحتة، وبدعم أجندتها ضد عون وجبران باسيل، والتسويق لجوزيف عون الذي يحوز في نشراتها الإخبارية على قسط وافر من المساحات الترويجية. مقابلة تندرج حتماً ضمن ظهور السفيرة شيا على بعض القنوات المحلية، على رأسها lbci، واستخدام هذه المنابر الإعلامية لبث الدعاية السياسية الأميركية، وتكريس السفارة الأميركية في بيروت كمنصة أساسية تستخدم هذه المحطات كأدوات، للعب في الداخل اللبناني وفرض الشروط والوصاية على شعبه، الذي بالأصل يختنق جراء أزمات سبّبها الحصار الأميركي عليه.