بعدما فشل في إطفاء كاميرات الصحافيين الذين ينقلون صور جرائمه في غزة، يبدو أن العدو الاسرائيلي يتحضّر لإغلاق قناة «الجزيرة» في فلسطين المحتلة، وهذه المرّة بعدما صوّت «الكنيست الاسرائيلي» لصالح قانون سمّي بـ «قانون الجزيرة».في هذا السياق، صوّت «الكنيست» أمس الاثنين لصالح قانون يسمح لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بحظر وسائل إعلام أجنبية تضرّ بالأمن في «إسرائيل»، على رأسها قناة «الجزيرة». ويمنح القانون الذي إصطلح تسميته بـ«قانون الجزيرة» وأقرّ بأغلبية الأصوات، إمكان حظر بثّ القناة القطرية، وصولاً إلى إغلاق مكاتبها في الأراضي المحتلّة.
من جانبه، تعهدّ رئيس وزراء العدو نتنياهو بـ«التحرّك فوراً» لمنع «الجزيرة» من البث، حسب قوله. وصرّح رئيس حكومة العدو عقب مصادقة الكنيست على القانون، قائلاً «إن «الجزيرة» لن تبث من «إسرائيل» بعد اليوم وحان الوقت لطردها ووقف نشاطها». وإتهم نتنياهو المحطة بإلحاق الضرر بأمن «إسرائيل»، و«بكونها شاركت فعلياً في هجوم السابع من أكتوبر وحرّضت على جنودنا»، وفق تعبيره.
ردّت «الجزيرة» على القرار الاسرائيلي ببيان نشرته على صفحاتها على السوشال ميديا، قائلة «إن الافتراءات والاتهامات لن تثنينا عن مواصلة التغطية بكل جرأة ومهنية ونحتفظ بكل حقوقنا القانونية». على الضفة نفسها، منذ إنطلاق عملية «طوفان الأقصى» في غزة، إرتكب العدو الاسرائيلي جرائم عدّة بحقّ الصحافيين والمراسلين في مختلف القنوات العربية والعالمية. وكان العدو في إستهدف بداية الحرب على غزة عائلة مدير مكتب «الجزيرة» في غزة وائل الدحودح، فإستشهدت زوجته وولديه وحفيده (الأخبار 27/10/2023). وفي بداية العام الحالي، ودّع الدحدوح نجله البكر حمزة (1996 ــــ2024) بعدما استهدفه العدو خلال قيامه بواجبه الصحافي مع زميله المصور مصطفى ثريا (2004ـــــ 2024). كذلك حاول العدو قتل الدحدوح فتعرض لإصابة في يده، بينما استشهد زميله المصور سامر أبو دقة، قبل أن يقرر «أبو حمزة» ترك غزة قبل ثلاثة أشهر تقريباً والسفر خارجاً إلى قطر من أجل تلقي العلاج.
ويواصل العدو إستهداف الصحافيين بشكل مباشر، في محاولة لإطفاء الكاميرات التي تنقل صور جرائمه التي هزّت الرأي العام العالمي. ويحاول العدو عزل غزة عن العالم والتفرّد بالجرائم التي يواصلها منذ نحو ستة أشهر متواصلة. لكنّ مجموعة من الصحافيين أصرّت على البقاء في غزة ومواصلة رسالتها الانسانية والاعلامية كأنس الشريف مراسل «الجزيرة».