في شهر أيار (مايو) العام الماضي، أعلن جاد غصن انتقاله إلى «التلفزيون العربي» الذي يتخذ من الدوحة مقراً له. يومها، كشف الإعلامي اللبناني أن لديه سلسلة مشاريع مع الشاشة القطرية، بداية من تقديمه برنامج «الرأس والمال» الذي يبثّ على منصة «العربي» على يوتيوب ويُعنى بالشأن الاقتصادي. وأوضح غصن أنه ستتوالى لاحقاً سلسلة أعماله مع المحطة.بالفعل، لم يمرّ عام على التحاق غصن بـ «العربي»، حتى أعلن عن تقديمه بودكاست بعنوان «هامش جاد»، عرضت أمس (21:00 بتوقيت بيروت) أولى حلقاته التي استضاف فيها البروفسور إيلان بابيه (1954)، المؤرّخ والناشط السياسي المعروف بمعاداته للنظام الإسرائيلي.
في هذا السياق، يقول جاد غصن في حديث معنا أنّ بودكاست «هامش جاد» يدور في فلك «الهوامش التي نعمل فيها كصحافيين، ولكن في أكثر الأحيان لا نعيرها أهمية. الهوية البصرية ستكون واضحة في الحلقات المقبلة من البودكاست، لأنّ حلقة بابيه كانت مترجمة إلى العربية ولا تتحمّل أي مؤثّرات بصرية».
على الضفة نفسها، يلفت غصن إلى أنّ «هامش جاد» كان ضمن مشاريع عدّة مع «التلفزيون العربي»، ولكنه أرجئ بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة: «البودكاست الجديد يشبه ما قمت به سابقاً من مقابلات بثّت على صفحاتي على السوشال ميديا، ولكن الشخصيات التي أستضيفها حالياً أصبحت على نطاق عربي واسع، وتواكب التحوّلات في المنطقة العربية».
وعن برنامج «الرأس والمال» الذي يقدمه على منصات «التلفزيون العربي»، يشير غصن إلى أنّه مستمرّ، لكن وتيرته ستخفّ قليلاً لأنّه يحتاج إلى بحث دقيق.
في المقابل، يكشف غصن أنّه يتحضر للمشاركة في بودكاست ثانٍ سيعرض قريباً على منصات الشاشة القطرية أيضاً، ويتولى مهامه بالشراكة مع ثلاثة صحافيين عرب، على أن يكون طابعه «لايت» أكثر من العملين الآخرين.
وعن الموقف السياسي الذي يخرج به في «هامش جاد»، يجيب بأنّه «يشبه المحاور الضيف الذي يعتبر الأساس في الحوار. سنعطي هامشاً كبيراً للعدوان الإسرائيلي على غزة، ولكن في الوقت نفسه لن ننحصر بهذا الموضوع فحسب».
يذكر أنّ الحلقة الأولى من «هامش جاد» كانت لافتة بالمعلومات التي صرّح بها الضيف. إذ عاد بابيه إلى تاريخ الصراع الاسرائيلي العربي، متوقفاً عند الأردن، قائلاً: «لم نكن ندرك مدى قوة التحالف بين القيادة الصهيونية في فلسطين وبين الأردنيين الشرقيين (في تلك الفترة لم تكن الأردن موجودة) مع الأمير عبد الله والد جد الملك الحالي. لم نكن نعي مدى أهمية تلك الروابط في تحديد نتيجة القتال عام 1948، لأنّه كان هناك اتفاق غير مكتوب بين الجيش الإسرائيلي والجيش الأردني، سمح للجيش الأردني باحتلال ما سيصبح الضفة الغربية من دون قتال. ولا يقصد هنا إلقاء اللوم على الأردنيين، لكن الجيش الأردني كان أكثر الجيوش العربية خبرة، لذا فإن تحييده عن المشهد جعل احتلال فلسطين أسهل».
على الضفة نفسها، فنّد بابيه أكثر الأكاذيب انتشاراً حول فلسطين، أبرزها أن الفلسطينيين باعوا أرضهم. كما كان لافتاً قوله إنّ أي خطاب عربي «لم يوجّه إلى يهود إسرائيل».

*«هامش مع جاد»: كل خميس (21:00 بتوقيت بيروت) على منصات «التلفزيون العربي»